قد تسبب الأعراض البولية الناتجة عن تضخم البروستاتا الحميد والتي تتميز بتباطؤ جريان البول وتقطيع التبول والإلحاح في إفراغ المثانة بسرعة بدون أي تأخير والتكرار البولي نهاراً وليلاً في غضون ساعتين أو أقل والشعور بعدم استكمال التبول والطبيعي واستعمال الضغط في عضلات أسفل البطن أثناء عملية التبول الانزعاج والإحباط والقلق والكآبة التي قد تؤثر على نمط الحياة الطبيعي.
فإن التثقيف حول ما هى اسباب تلك الأعراض البولية ووسائل معالجتها قد تفيد العديد من الرجال بوضع حد للكرب أو التأثير ونتائج العاطفي والنفسي السلبي الذي يرتابهم ليستعيدوا حياتهم الطبيعية.
فالكثير من الرجال المصابين بتلك الحالة يشعرون بالقلق والارتباك بسبب أعراضهم البولية التي تنغص حياتهم وتدفعهم نحو براثن الإحباط والكآبة خصوصاً إذا ما اشتدت تلك الأعراض وأثرت على جودة حياتهم وخلقت لديهم الشك حول ما تعنيه أو حول احتمال الإصابة بسرطان البروستاتا، فضلا عن أنها قد تؤثر أيضاً سلبياً على الزوجة وتضعها تحت وطأة هذا المرض وتزيد قلقها حول اسبابه وتفاعلاته ومضاعفاته المستقبلية وضرورة علاجه جراحياً ومضايقتها من استيقاظ زوجها المتكرر أثناء النوم للتبول والحد من النشاطات الاجتماعية والعائلية والامتناع عن أي نشاط جنسي، مما يتطلب الأمر التشدد على أهمية وفائدة التواصل بين الزوجين حول تلك الحالة ليستطيعوا التكيف العاطفي والنفسي حولها.
ومن الهواجس البارزة حول هذا المرض المنتشر عالمياً والذي يصيب حوالي 50% من الرجال الذين تجاوزوا 60سنة من العمر وبنسبة 90% بعد سن ال 85والذي يستدعي المعالجة الدوائية او الجراحية لحوالي 30% منهم هو احتمال ترابطه بسرطان البروستاتا الذي يصيب حوالي واحد من بين كل 6رجال في العالم الغربي والذي لا صلة له أو ترابط مع تضخم البروستاتا الحميد ناهيك أن كلا الحالتين قد تحصلان معاً عند بعض الرجال مما يستدعي الفحص الدقيق على يد أخصائي جراحة المسالك البولية والتناسلية لاستثناء وجود ورم خبيث في البروستاتا بواسطة فحص البروستاتا بالإصبع عبر الشرج وبالقيام بتحليل مستوى ال "ب أس أي" PSA في الدم. ورغم أن تضخم البروستاتا الحميد لا يسبب السرطان إلا أنه قد يؤدي الى مضاعفات مهمة كحصيات المثانة والالتهابات البولية والبيلة الدموية ونادر الفشل الكلوي نتيجة ضغط البول المحتبس في المثانة والاحتباس البولي الذي قد يستدعي المعالجة الطارئة.
وكما انه معروف طبياً فإن الشك والريبة اللذين يرافقان العديد من الأمراض ومنها تضخم البروستاتا الحميد، تنبع من الجهل حول أسبابه وإمكانية معالجته بنجاح لاسيما انه كما أظهرته دراسة أمريكية على 1000رجل مصاب بتلك الحالة، فإن حوالي 11% فقط من هؤلاء المرضى كانوا يدركون أن هنالك وسائل علاجية ناجحة متوفرة لتلك الحالة فضلاً عن أن معظمهم اعتقدوا خطأً أنها نتيجة حتمية وطبيعية لتقدم السن، وأنها لا تستدعي الاستشارة الطبية أو العلاج و دواء ناهيك انهم لم يستوعبوا فوائد المعالجة من الناحية الصحية والنفسية والعاطفية وتأثيرها الإيجابي على جودة حياتهم ورفاهيتهم وتذليل قلقهم وكآبتهم بالنسبة الى الأعراض البولية بعد معالجتها بنجاح.
والجدير بالذكر أن فحص وتشخيص تلك الحالة لا يتطلب العديد من الفحوصات والتحاليل المخبرية بل يعتمد على استبيان خاص حول الأعراض البولية وشدتها تحليل البول المجهري ومزرعته وتحليل الدم لمادة الكرياتينين و"ب اس أي". وبناء على النتائج وشدة الأعراض على مدى مضايقتها للمريض وتأثيرها على جودة حياته وتواجد مضاعفات طبية أخرى كالاحتباس البولي وحصيات المثانة والالتهابات البولية المتكررة والبيلة الدموية ونادراً الفشل الكلوي تطبق عدة وسائل علاجية لها بموافقة المريض نفسه واختياره بعد أن يتفهم كلياً نسبة النجاح والأعراض الجانبية ومضاعفات كل من المعالجات وكلفتها. ففي حال وجود أعراض بولية طفيفة غير مزعجة يمكن متابعة المريض بدون علاج و دواء مع ارشاده على تقليل شرب السوائل قبل النوم والامتناع الكلي او الجزئي عن تناول بعض المأكولات والمشروبات المهيجة للمثانة مثل الشاي والقهوة والحوار والفلفل والكحول والقيام بالتمارين الرياضية كالمشي مثلاً أو السباحة يومياً.
واما اذا ما كانت الأعراض معتدلة ومزعجة فيمكن معالجتها ببعض الأعشاب ك "الصوبلميتو و"البيجيوم افرايقانم" أو لمحصرات ألفا واحد للجهاز العصبي الودي ك"لالتمسولوسين" و"الألفوزوسين" و"دوكسازوسين" وغيرها أو بمزجها مع كابحات أنزيم ألفا ريدكتالا "كالفينستيرايد" او "دو تستيرايد" اذا ما تجاوز حجم البروستاتا 30غراماً.