البول هو فضلات الجسم السائلة والقابلة للذوبان في الماء، ويتم إنتاجه في الكليتين، حيث تتم تصفية الدم من كل ما لا يحتاجه الجسم من معادن وسوائل وأملاح وغيرها من العناصر الموجودة في الدم والتي تتغير بتغير المأكولات والعقاقير ونظام الغذاء المتبع. ويتم إخراج البول من الكليتين إلى خارج الجسم عبر الحالبين (Ureters) اللذين يصبان في المثانة البولية ثم إلى القناة البولية (الإحليل Urethra)، ففتحة البول.
لكن وجود السكر أو بروتين الزلال (albumin) في البول لا يعتبر مؤشرا طبيعيا، بل يعتبر حالة مرضية تسمى زلال البول (Albuminuria). ويعتبر حالة مرضية لأن أصل مكان وجود بروتين الزلال هو الدم، ووظيفته هو الحفاظ على الضغط الجِرْمِيّ (Oncotic pressure) في الأوعية الدموية؛ أي الضغط الغروي (Colloidal pressure) الذي يحافظ على السائل الدموي في الأوعية الدموية ومنع نضحها كاملة إلى الأنسجة بالخاصية الإسموزية (Osmosis). والبروتينات -بشكل عام- حجمها أكبر بكثير من حجم المعادن والمركبات الكيميائية البسيطة الناتجة عن أيض العقاقير؛ سواء كانت عقاقير دوائية أو مخدرات أو كحوليات، لذا تعتبر البروتينات غير نافذة من جدران الأوعية الكلوية النفرونية (nephrons)، والكلى في الحالة الطبيعية لا تنضح الجزيئات الكبيرة في البول.
وزلال البول يكون على نوعين؛ النوع الأول هو زلال البول المؤقت: وهو موجود عند 4-7% من الأشخاص، ويعتبر مرضا حميدا، حيث يظهر فقط عند تعرض الجسم لظروف معينة فقط، كممارسة التمارين الرياضية القوية، أو عند الإصابة بالحمى أو الإفراط في تناول الملح. أما النوع الثاني فهو زلال البول المزمن: وهو ناتج عن التهابات الكلى والفشل الكلوي ومرض السكري النوع الأول ومرض ارتفاع ضغط الدم والإصابة بفيروسات الكبد (B و C)، وأمراض المناعة الذاتية.
ويتم قياس الزلال في البول أولا باستخدام الشرائط المخبرية اللونية الكاشفة، والتي تحتوي على صبغة بروموفينول الزرقاء، وذلك للكشف عن وجوده أو عدم وجوده في البول. ثم يكون بقياس كميته في الزلال إما بتجميع البول كله في حاوية على مدى يوم كامل، وهنا يتم إعلان الإصابة عن الزلال البولي المزمن إذا كانت نسبة الزلال 30-300 ملغم في كمية بول لمدة 24 ساعة، وذلك تبعا لموقع منظمة الكلى القومية . أو يكون بفحص بول بسيط يتم فيه قياس نسبة الزلال إلى الكرياتينين (albumin-to-creatinine ratio)، ويتم إعلان الإصابة عن الزلال البولي المزمن في حال زيادة نسبة الزلال إلى الكرياتينين إلى أكثر من 2,5 ملغم/مول عند الرجال، وأكثر 3,5 ملغم/مول عند النساء، وذلك حسب موقع السكري البريطاني.
وتكون أعراض المرض بشكل رئيسي هي الإنتفاخات الناتجة عن حدوث استسقاء في الأنسجة. حيث ينتج هذا بسبب الخلل الحاصل في الضغط الجِرْمِيّ بسبب قلة نسبة الزلال في الدم وبالتالي خلل في الضغط النضحي (الإسموزي)، وبالتالي انتقال السوائل من الدم إلى الأنسجة. وتتركز أماكن الإنتفاخ في الوجه وتحت العينين وفي القدمين. ومن الأعراض الأخرى: زيادة الوزن وفقدان الشهية وارتفاع ضغط الدم ونقص كمية البول. ووتصنف الإصابة بمرض زلال البول عند الإناث الحوامل بالإصابة الخطيرة التي تؤثر على الجنين والأم معا.