التدخين هو أحد آفات العصر الحديث؛ حيث يتسبّب تدخين التبغ وفقاً لأحدث الدراسات في وفاة شخصين من كلّ ثلاثة مدخّنين بسبب الأمراض الخطيرة التي يسبّبها التدخين، و الآثار المدمّرة على الجهاز التنفسي والقلب. وتعتبر أمراض القلب التي يكون التدخين أحد أبرز عوامل الإصابة بها أو أحد عوامل الخطورة فيها أحد أكثر ما هى اسباب الوفيّات حول العالم. ويواجه المدخّنون العديد من الأمراض التي تتنوّع بين أمراض الجهاز التنفّسي والمعدة والقلب وأمراض الدم، ممّا يدفع العديد منهم إلى محاولة التوقّف عن التدخين بشكل نهائي درءاً للمخاطر المحتملة جراء التدخين، أو لعدم تفاقم الأزمات الّتي ألمّت بالجسم فعلاً، وهي الحالة الأكثر شيوعاً.
توجد العديد من الصّعوبات التي تمنع أغلب المدخّنين من التوقّف عن تلك العادة، من أهمّها أنّ مدخني التبغ يطوّرون عادات سلوكيّة ونفسية مصاحبة للتدخين، ويصبح التدخين مع تلك العادات أحد مظاهر الإدمان، فيكون من الصعب على الشخص المدخّن أن يكسر تلك العادات مثل: التدخين وقت الغضب أو التوتّر، أو التدخين بعد تناول الطعام أو بعض المشروبات، أو غير ذلك من العادات.
أعراض الإقلاع عن التدخين
من أهمّ أعراض الإقلاع عن عادة التدخين هي الأعراض الجسديّة التي تظهر على نسبة كبيرة من المدخنين، وتشمل تلك الأعراض الجسديّة حالاتٍ من الانفعال المفاجئ أو التوتّر، وعدم القدرة على التركيز، بالإضافة إلى الإرهاق الذهني. وتظهر تلك الأعراض بسرعةٍ على الشخص المتوقّف عن التدخين حديثاً، وتصاحبها رغبة شديدة في الحصول على الدخان، وتستمر بشكل حاد عند بعض الأشخاص لمدّة يومين أو ثلاثة أيام، ثمّ تبدأ في الزوال التدريجي من الجسم، أمّا العرض الأكثر وضوحاً عند الغالبيّة العظمى من المدخنين هو زيادة الوزن؛ حيث إنّ النيكوتين الموجود في التبغ يؤدّي إلى فقدان الشهية، وعند التوقّف عن التدخين يزيد وزن الإنسان من كيلو ونصف إلى أربعة كيلو جرامات تقريباً في المتوسّط.
أما عن الأعراض النفسيّة التي تتبع التوقف عن التدخين فهي حالات من الملل أو الشعور بالإحباط، والشعور بشيء ناقص في روتين الحياة اليومي، وقد يصاب المدخّنون الشرهون بحالات من الاكتئاب والميل إلى الانعزال والوحدة، وتكون تلك الحالات النفسيّة التي تصاحب التوقّف عن التدخين بسبب ارتباط التدخين بشكل أساسي بالعادات اليوميّة، وعند كسر تلك العادات فإنّ الشخص يشعر بالغرابة والضيق إلى حد بعيد.
وتجدر الملاحظة بالنسبة للسيدات المدخّنات أنّ أعراض الإقلاع عن التدخين تكون أكثر حدّة لديهنّ عن الرجال، ويحدث ذلك بشكل خاص في فترة ما قبل وأثناء الحيض، لذا ينصح أن تبدأ النساء عمليّة الإقلاع بعد انقضاء أيام الحيض.