عندما قام أول إنسان بالتفكير بالتدخين فهو بذلك قد أحدث مشكلة، وعندما قام الإنسان بتطبيق الفكرة وتحويلها إلى واقع مباشرة تحول الموضوع من مشكلة إلى كارثة حلت على البشرية، فالتدخين من أكثر الأمور ضرراً على الإنسان، وهي أول مسبب للمرض على مستوى العالم، والتدخين غير مهتم أصلاً بالأمراض الخفيفة فقد فمستواه أرقى من ذلك، إذ إن تخصصه الأول هو بالأمراض القاتلة، وبرأيي، أن مضار التدخين قد تجاوزت مضار الكحوليات.
لا يمكن أن يكون هناك أية طريقة لمنع التدخين رادعة وصارمة أكثر من طريقتين أساسيتين، الأولى وهي أن يعلم المدخن مضار التدخين، والثانية أن يتم الحد وبنسبة كبيرة جداً من التدخين بالأماكن العامة كلها والثانية أن تفرض العقوبات الصارمة على المدخنين في الأماكن العامة فالتدخين قد تجاوزت أضراره الحاجز الشخصي وتعدتها إلى تأثيرها سلباً على كل من يحيطون بالمدخن.
فمن أبرز مضار التدخين على الصحة الشخصية أنه المسبب الأول لأمراض الجلطات الدماغية والسكتات القلبية والسرطانات بأنواعها المتعددة إلا أن من أبرز أنواع السرطانات التي يسببها التدخين، سرطان الرئة والحنجرة، كما ويسبب التدخين أمراضاً مثل هشاشة العظام أو أضراراً أخرى من أبرزها وأهمها على الإطلاق تأثيره السلبي على الأمهات الحوامل وارتفاع احتمالية إصابتهم العالية بالسرطانات أو ارتفاع احتمالية إجهاضهم لما في بطونهم أو حدوث حالات من التسمم أو الولادة المبكرة أو نقصان وزن الجنين، أما تأثير ونتائج التدخين على الكبار والطاعنين في السن فهو كبير جداً، حيث يسبب لهم سرطانات عديدة من أبرزها سرطان الفم والمعدة والمريء ويصيبهم أيضاً بالسكتات والأزمات القلبية والتهابات القصبات الهوائية والربو وانسداد مجاري التنفس بالإضافة إلى السل وانتفاخ الرئتين، هذا عدا عن الأمراض والأعراض النفسية الأخرى والتي من أهمها وأبرزها العصبية والتوتر والقلق والإرهاق والتعب وما إلى ذلك من أنواع.
أما ضرر التدخين على الاقتصاد فهو أيضاً كبير، حيث يعمل التدخين على أن يقلل من إنتاجية الفرد بنسبة كبيرة جداً وإذا ما قسنا هبوط الإنتاجية الفردية وعممناه على كافة أفراد المجتمع فإن ذلك سيعطي مؤشرات قوية جداً على هبوط إنتاجية الأفراد في كافة أرجاء الدولة بلا استثناء. هذا عدا عن المبالغ التي قد تقدر بالمليارات في الدول المتقدمة والكبيرة والتي تنفق على كافة علاج و دواء المصابين بالأمراض الناتجة عن التدخين.
إن وعي الإنسان المدخن هذه المضار جيداً فهذا كاف لأن يجاهد نفسه وأن يترك التدخين لكل إنسان سليم نفسياً، أما إن لم يكن كل ما سبق دافعاً للإنسان حتى يقلع عن هذه العادة القميئة فيتوجب عليه عندئذ أن يراجع طبيباً نفسياً حتى يعالجه من الحالة النفسية التي تدفعه للتدخين.