التدخين من أكثر العادات ضرراً على الإنسان من كافة النواحي سواء النواحي المادية أم النواحي الصحية أم حتى النواحي النفسية، فهو أصل كل علة من العلل وكل سقم من الأسقام، فالتدخين مسبب أول لأمراض السرطان وربما السبب الرئيسي هو وأخواته من السلبيات مثل التلوث البيئي وغيرها من المسببات إضافة إلى أمراض القلب والشرايين والأمراض الرئوية حيث يمنع التدخين الرئتين من القيام بعملهما على أكمل وجه واحسن وأفضل صورة، كما أن له أثراً مباشراً على الناحية المادية فلو أن الإنسان انفق هذه الأموال التي تشكل جزءاً جيداً من دخله الشهري وربما يكون جزءاً كبيراً وضخماً منه، لربما كان ذلك أنفع للمدخن وعائلته، ومن هنا نلاحظ الآثار السلبية للتدخين على كافة الأمور والنواحي والزوايا المختلفة والمتنوعة التي لا تعد ولا تحصى.
ولعل من احسن وأفضل الفرص في السنة ليتخلص الإنسان من العادات السيئة بما فيها عادة التدخين القاتلة شهر رمضان المبارك، حيث أن هذا الشهر هو فرصة ممتازة وسانحة للإقلاع عن التدخين، ففترة الثلاثين يوماً تكفي لأن يغير الإنسان عادة سلبية لديه وأن يستبدلها بأخرى حسنة.
في شهر رمضان المبارك معلوم أن الصائم يمتنع عن الأكل والشرب وممارسة الجنس، فهذه هي مفطرات الصيام إضافة إلى ذلك فإن أي شيء يدخل إلى الجوف هو أيضاً من المفطرات، ومن هنا فإن التدخين من المفطرات التي تفطر الإنسان في شهر رمضان المبارك والصائم سيمتنع تلقائياً عن التدخين بمجرد صيامه لأن الصيام فرض على المسلمين عامة، وفي الصيف تحديداً يكون على الصائم أن يمتنع عن التدخين جبراً لا طوعاً لفترة طويلة من الزمن أما بعد إفطاره فالوقت قصير جداً حيث يتوجب على الصائم أن يقاوم الرغبة في التدخين بكل ما أوتي من قوة خلال فترة إفطاره، ويوم عن يوم سيجد الأمر بات أسهل إلى أن يقلع عن هذه العادة الضارة، وإن لم يستطع الإقلاع بشكل نهائي عن التدخين فبإمكانه على الأقل التخفيف وانقاص من التدخين وهذا أضعف الإيمان. كما أن لمن يحيطون بالمدخن أثر كبير جداً في إقلاعه عن طريق محاولاتهم المستمرة لإظهار سلبيات التدخين له، حيث أن التدخين سيؤذيه ويؤذي كل من حوله وخاصة أطفاله وعائلته القريبة منه كما تنفق الدول على علاج و دواء آثار التدخين أكثر من إنفاقها على بعض المجالات الأخرى أحياناً، وذلك كله لقلة توجيهها وتوعيتها للناس وتراخيها في تطبيق القانون الخاص بمنع التدخين في الأماكن العامة.