علوم اللغة
تتميز اللغة العربية بتنوع علومها، واتساع مجالاتها وحقولها التي تتناول شتى الموضوعات فمنها النحو والصرف والعروض والخط وغيرها، وتعد علوم البلاغة من علوم اللغة العربية المهمة، وتنقسم إلى ثلاثة أقسام رئيسية، وهي:
- علم البديع.
- علم المعاني.
- علم البيان والذي يقسم بدوره إلى عدة أقسام منها: الاستعارة، والكناية، والتشبيه، وسيتم الحديث هنا في هذا المقال عن التشبيه بالتفصيل.
التشبيه
التشبيه هو اشتراك شيئين أو شخصين في صفة واحدة تقربهما من بعضهما، ويكون الأول احسن وأفضل من الثاني فيها، ويتم استخدام أداة تشبيه فيه، ويكون الهدف من إيراده واستخدامه جماليا أو توضيحيا أو لتقريب الصورة للسامع، وليس شرطا أن ينتمي الطرفان اللذان جرى تشبيههما لنفس الجنس أو الفصيلة ذاتها، فقد يشبه الرجل بالأسد، وفي الواقع إن الرجل إنسان والأسد حيوان، وحين تشبه الفتاة بالقمر فإن الفتاة كائن حي والقمر جماد، ويجدر ذكر أن للتشبيه عدة أنواع فمنه التشبيه التام والمؤكد والتشبيه البليغ والمرسل والمفصل والمجمل بالإضافة إلى التشبيه الضمني والمقلوب والتمثيلي.
أجزاء التشبيه
للتشبيه أربعة أركان وأجزاء رئيسية، وتوجد في كل جملة تحتوي على تشبيه، وهي:
- المشبه: وهو الطرف الذي يشبهه المتحدث بشيء ما.
- وجه الشبه: وهي الصفة المشتركة التي تجمع بين المشبه والمشبه به.
- أداة التشبيه: وهي الحرف أو الكلمة التي يستخدمها المتكلم لتشبيه المشبه بالمشبه به، فتربط بينهما بعد أن يكونا متباعدين في الجملة الواحدة.
- المشبه به: وهو الطرف الذي يتم تشبيه الطرف الآخر به.
أدوات التشبيه
تعتبر أدوات التشبيه أدوات الربط بين المشبه والمشبه، ولا يتم تشبيه إلا بها، وتنقسم إلى ثلاثة أقسام، هي:
- أن تكون الأداة اسما مثل " شبه، مثل"، والمثال عليها "المرأة مثل الوردة".
- أن تكون الأداة حرفا، مثل " ك، كأن، مثل" ومثال عليها محمد كالغيث "دلالة على كرمه".
- أن تكون أداة التشبيه فعلا، مثل يشبه و يماثل، "كأن على رؤوسهم الطير" كناية عن الصمت والهدوء الشديد.
أمثلة على التشبيه
في الشعر
أنت نجم في رفعة وضياء تجتليك العيون شرقا وغربا.
أنا كالماء إن رضيت صفاء وإذا ما سخطت كنت لهيبا.
والبدر في جو السماء قد انطوى طرفاه حتى عاد مثل الزورق
فتراه من تحت المحاق كأنما غرق الجميع وبعضه لم يغرق
ولقد ذكرتك والرماح نواهل مني وبيض الهند تقطر من دمي
فوددت تقبيل السيوف لأنها لمعت كبارق ثغرك المتبسم
في القرآن
- قال تعالى: "قل لو كان البحر مدادا لكلمات وعبارات ربي لنفد البحر قبل أن تنفد كلمات وعبارات ربي ولو جئنا بمثله مددا".
- قال تعالى: "وعندهم قاصرات الطرف عين كأنهن بيض مكنون".
- قال تعالى: "مثل الذين حملوا التوراة ثم لم يحملوها كمثل الحمار يحمل أسفارا".
- قال تعالى: " والذين كفروا أعمالهم كسراب بقيعة يحسبه الظمآن ماء حتى إذا جاءه لم يجده شيئا".
