منذ بدأت الخليقة على الأرض إلى يومنا الحاضر و سنّة الزواج موجودة وهي مستمرة إلى يوم القيامة فالزواج وهو عملية تجمع شخصين و تربطهم برابطة مقدّسة فيشتركون في كل شيء في حياتهم فيجمعهم الزمان و المكان ، و الزواج موجود في كل الديانات السماوية و الوضعية و إن اختلفت أحكامه و أشكاله و مما كتب و روي أنّه حين ابتدأ الله سبحانه خلق آدم و نفخ فيه من روحه و خلق منه زوجه حواء من ضلعه فكانت تحمل زوجين في بطنها ذكر و أنثى فكانوا يزوجون ذكر كل بطن بأنثى البطن الآخر حرصا على المباعدة قدر الإمكان و بسبب ان الخليقة كانت في أول استخلافها من الله سبحانه و قد أكد الإسلام حين جاء نورا للبشرية لإخراجها من ظلمات الجاهلية ، جاء ليؤكد على الزواج كسنة تحفظ الجنس البشري و تلبي متطلبات الذكر و الأنثى و حاجاتهم إلى الأمن و السكينة والاستقرار و رغبات النفس الإنسانية و جعل الإسلام لهذا الزواج عقد شرعي لحفظه من أهواء البشر فهناك أحكام و قواعد لهذا الزواج فلا يتم الزواج إلا بولي و شهود بل و يجب أن يكون العقد برضا الطرفين فلا جبر لأحد فالهدف من الزواج هو الاستمراريّة و الديمومة و بعد كتابة العقد على كتاب الله و سنة نبيه وجب إشهار الناس بوقوع هذا الزواج حتى يتبين الناس هذه العلاقة و أنّها بنيت على أساس طاهر شرعي .
و قد رتّب الإسلام على كل طرف في هذا العقد حقوق و واجبات فلا يتنصّل أحد من مسؤولياته فعلى الرجل النفقة و القوامة و غيرها من واجبات الرجولة و على المرأة واجباتها كذلك فلا تدخل بيتهما أحد بدون إذن زوجها أو تخرج بدون إذنه و أن تظهر أمامه متجمّلة محافظة على نفسها و لا تفهم تلك الحقوق و الواجبات إلاّ في إطار المحبة و المودة و احترام كل شريك لشريكه ، و بتلك القواعد و الأحكام يتميز الزواج في ديننا عن باقي الشرائع فيسمو و يعلوا و قد حثّ النّبي صلى الله عليه و سلم على الزواج و رغب به فنادى في الشباب أن من استطاع منكم الباءة فليتزوج و بين سبب ذلك و أنه لتحصين النفس من الوقوع في الرذائل و أعف للنفس و من لم يستطع فعليه بالصوم و الصبر حتى يكرمه الله بزوج صالح يجمع الله بينهما على خير .