يحلو لبعض المتزوّجين أن يطلق على مكان الحياة الزّوجيّة بالعشّ ، و البعض الآخر يطلق عليه عبارة القفص ، و أيّما كانت المسمّيات ، فنحن أمام حقيقةٍ و هي أنّ الرّجل و المرأة عندما ينتقلون إلى تلك الخطوة فهم يعبرون إلى مرحلةٍ جديدةٍ في حياتهم ، تتطلّب الكثير من المسؤولية و أداء الكثير من الواجبات ، و عند عوامّ النّاس يقال لمن لم يتزوّج أنّه لم يدخل دنيا بعد ، فالحياة الزّوجيّة تبدأ بعد عقد القران بين الرّجل و الأنثى على كتاب الله و سنّة نبيّه ، و بعد الإيجاب و القبول من الطّرفين ، و من ثمّ ينتقل كلا الزّوجين إلى بيت الزّوجيّة المقدّس ، حيث يدرك كلا الطّرفين أنّه عليه مسؤولياتٍ و واجباتٍ اتجاه الاخر ، كما يدرك الطّرفين أنّ الزّواج ليست عمليّة تسليةٍ أو علاقةً عابرةً ، و إنّتعرف على ما هى علاقة تتّصف بالدّيمومة و الاستمرار في جوّ تملؤه المودّة و الرّحمة و السّكينة ، و حيث يتبادل كلا الطّرفين المشاعر فيما بينهم ، فماذا ينبغي على كلا الزّوجين فعله لضمان سير مركب الحياة الزّوجيّة ماخرةً عباب الحياة بأمواجها و تقلّباتها ؟ .
حثّ النّبي صلّى الله عليه و سلّم الرّجل أن يصبر على زوجته إن رأى منها شيئاً يكره ، فقد يكره صفة فيها و يحبّ صفاتٍ كثيرةٍ أخرى ، فالمرأة بطبيعتها مجبولة على حبّ الزّينة و المتاع ، فعلى الرّجل إدراك حقيقة اختلافه عن المرأة بطبائع كثيرةٍ ، و الرّجل الحاذق الكيّس هو الرّجل القادر على إدارة الحوار بينه و بين زوجته ، و اتباع أساليب حلّ المشكلات ، و التّدرج فيها ، قال تعالى ( و عاشروهن بالمعروف فإن كرهتموهن فعسى أن تكرهوا شيئاً و يجعل الله فيه خيراً كثيرا ) ، و في الحديث الشّريف ( لا يفرك مؤمن مؤمنة ، إن كره منها خلقاً رضي منها خلقاً آخر ) .
و الرّجل يعلم واجباته الزّوجيّة اتجاه زوجته و أسرته من حيث النّفقة و القوامة و غيرها ، و المرأة كذلك تعلم حقّ زوجها عليها ، و دورها في بيتها من حيث العناية بالبيت و خدمة الزّوج بما تعارف عليه النّاس و بما تطيقه من الأعمال ، و كلّ ذلك لا يفهم و لا يؤدّى إلا في إطار المحبّة و في ظلال الإيمان و التّقوى .