وحينما نتلوك يا قرآن ترتقي نفوسنا إلى الجنان فنحن نتلو كلمات وعبارات للرحمن فيها هداية لجميع الأنام ، أيّ فاضل ذاك فضل حافظ القرآن ، حافظ لكلام الله مطبّقاٌ لسنة الحبيب المصطفى .
فضل حافظ القرآن لا تقتصر على الآخرة فحافظه يبدأ له الجزاء منذ بدايته في الحفظ ، فالقرآن يهذّب نفس قارئه ويشغل وقته بتعرف ما هو خير وثواب ويبعده عن أهل النّفاق ، فيشتغل بما يحتويه القرآن من علم فيصبح عالماً في آياته باحثاً عن إعجازاته وتفاسيره سابحاً في كون من العظمة و المعجزات .
*فضل حافظ القرآن :عدّ صلى الله عيه وسلم حافظ القرآن من خير النّاس وكان القرآن له منجى من النّار فيأتي القرآن الكريم يوم القيامة شفيعاً لحافظه ، ووقر حافظوا القرآن و رفعت مكانتهم فكانوا من أهل الله وخاصّته فيرتقي صاحبه في الجنة درجات ، ويكون من أجمع النّاس للأجر فهو من أكثر النّاس قراءة للقرآن . إنّ قراءة القرآن من أعظم ما قد يناله المسلم من مكانة على هذه الأرض ، فهو بحفظه كمن استدرجت النبوة إلى جبينه ولكن دون يوحى إليه .
* طرق ووسائل حفظ القرآن : وقبل أن أبدأ بطرح الطرق ووسائل المتعدّدة والفعّالة لحفظ القرآن الكريم وجب عليك أن تكون مستحقّاً لشرف حفظ القرآن ولتكون من أهل الله وخير الأنام ، وذلك بأن تكون عازماًَ مصرّاً دون تقصير أو تردّد مندفعاً محبّاً لنيل درجة حفظة القرآن الكريم . فيا لها من درجة عظيمة ورقي لا مثيل له ، لا ينالها إلا أصحاب همم وعزم سر في حياتك واجعل القرآن وحفظه في مقدّمة أمرك لا تجعله أمراً ثانويّاً إذ ما تبقى لحفظه وقت، وتذكّر لا شيء أعظم لنشغل الوقت به من حفظ كلام الله .
1- إنّ من أسهل الطرق ووسائل لحفظ كلام الله وأنفعها هي سماعه من قارئ مجيد لأحكام القرآن وتلاوته ومن ثم التسميع له .
2- البدء بحفظ صفة يوميّاً وعند حفظ الصّفحة نقوم بقراءة الجزء السّابق لها كأن تحفظ صفحة من جزء عمّ وتقرأ جزء تبارك ، فحينما تنهي جزء عم حفظاً تكون قد قرأت جزء تبارك 20 مرة مما يجعله سهلاً على اللّسان وأيسر للحفظ ونتابع بعدها بحفظ صفحة من جزء تبارك وقراءة الجزء الذي يسبقه قراءة فاحصة متمعنة وهكذا إلى النهاية .
وتذكر دائماً أن تكمل عملك لنهاية فهذه سنّة من سنن الرسول عليه السلام لا تجعل التكاسل يتسلل إلى قلبك ولتتوكل على الله ولتبدأ بحفظ كتابه ، جعلنا الله وإياكم من حفظة القرآن وأهله .