في وقتنا الحاضر ما زال هناك غموض يلتف حول العديد مما كتب عنه القدماء، فبعض ما قد وجد عنهم من مخطوطات وكتابات وما نقلوه من جيل لآخر يصعب تميّز ما إنّ كان واقعاً أم مجرد خيال خصب لكي يبنوا أسطورة ما أو روايات ما، وهناك العديد من هذه الرويات والقصص عن أماكن وأشخاص لم نتمكن للآن من التأكد من وجودهم فيما ما مضى، ومن هذه الأماكن أطلانطس. فجزيرة أطلانطس هي عبارة عن قارة أسطوريّة لم يثبت أنّها كانت موجودة بدليل ملموس، ولا يوجد لها ذكر إلّا في بعض الرويات كتلك التي وردت عن أفلاطون. يمكن كتابة كلمة أطلانطس بأكثر من طريقة ومنها أطلانتس أو أتلانطس، ويمكن حتى تسميتها بجزيرة أطلس.
ذكر أفلاطون أطلانطس في محاورتين تَمّ توثيقهما له، وهما طيمايوس وكذلك كريتياس. وقد ورد فيهما ما أخبره به جده وهو طولون عن رحلة قام بها إلى مصر وعن لقائه مع كهنة هناك، وقد حدثه الكهنة عن هذه القارة العامضة التي استطاعت أن تحكم العالم فيما مضى. وقد اهتم العديد من العلماء بإثبات وجود هذه القارة ومحاولة تحديد مكانها واستخدموا عدة طرق ووسائل في محاولة إيجادها، وقد وصل بالبعض إلى المغامرة بحياتهم في البحث عنها، وقد بنيت عدة نظريات وعلى مر العصور القديمة والحديثة، ولكنها لم تكن كافية لكي يتمّ اعتمادها وقبولت بالرفض.
من بعض المحاولات ما قد اعتقده أحد العلماء عندما التقط صوراً للأقمار الصناعيّة لمنطقة جنوب إسبانيا، حيث وجد أنّ هناك بقايا لمدينة زعم أنّها قد تكون مدينة أطلانطس المفقودة، حيث وجد أنّ هذا المكان مُطابق لما ورد ذكره عن أفلاطون في مدينته الفاضلة عن موقع هذه الجزيرة. ويعتقد الدكتور راينر كويهن أنّ هذه الجزيرة قد تكون جزءً من الساحل الجنوبيّ لإسبانيا حيث تعرضت لتدمير كنتيجة لفيضاناتٍ ففي خلال 800 قبل الميلاد وحتى 500 قبل الميلاد، ويقول أنّ سبب هذه الفيضانات هو ما حدث مع نبي الله نوح عليه السلام. وقد وجد في الصور بنائين مستطيلا الشكل في الطين وأجزاء من حلقات لربما كانت تحيط بهما في الماضي، وهذا يشبه إلى حد ما ما وصفه أفلاطون بالنسبة لهذه الجزيرة إذ أنّهُ قال أنّ أبنيّةً دائريّة جزء منها من الطين والجزء الآخر من الماء تحيط بها. وفي اعتقاد الدكتور راينر أنّ البنائين المستطيلين قد يكونا المعبدين الذي دكرهما أفلاطون وهما المعبد الفضيّ للإله بوسيدان إله البحر والمعبد الذهبيّ للإله بوسيدون وكيليتو. وقد واجهت الدكتور راينر مسألة كون أنّ حجم الحلقات المحيطة بالجزيرة وحجم الجزيرة أكبر مما ورد في كتاب أفلاطون، وقد وضع احتمالين لهذا الأمر وهما أنّ أفلاطون صغّر من حجم الجزيرة، أمّا الاحتمال الثاني فهو أنّ الوحدة المُستخدمة للقياس آنذاك تُعتبر أكبر بحوالي 20% من وحدات القياس الآن مما يعني أنّ أحد المعابد المُستطيلة تتطابق بالضبط المقياس الذي ذكره أفلاطون.