قواعد عامة لكتابة مقال
عند كتابة المقال غالباً ما يقع الكاتب بعدة أخطاء والملاحظ تكرار الأخطاء نفسها في عدّة مقالات، مع أنّ المادة الموجودة بالمقال غالباً ما تستحق القراءة، لكن هذه الخطاء قد تحث القارئ على ترك المقال وهل لم ينهيه بعد، ولتجنّب هذه الأخطاء سندرج لكم عدّة نقاط ربما أدّى التقيد بها أو العلم بها إلى الخروج بمقالات أكثر حرفيّة.
- ابتعد عن القواعد: فيما مضى كانت المقالات الصحفية غالباً تتّسم بالجمود والرسمية، وهذا الآن غير وارد فالمقال الذي لا يجذب القارئ ببساطة لن يكمله، فابتعد عن القواعد التقليدية واكتب بمرونة اجعل كتاباتك تتّسم بالطابع الأدبي الجميل، لكن تقيّد بقواعد الكتابة اللغوية والنحوية واهتم بقراءة كتب ذات علاقة بمواقع الفواصل والتشكيل لتخرج بمقال خالٍ من العيوب الأوليّة.
- تجنّب إملال القارئ: وأنت تكتب حاول اشعار القارئ دائماً بشيء مختلف في مقالك، اجعله يقرأ بفضول ومتعة ودهشة ليستكشف إلى أين تريد أن تصل، كيف تعالج الأمور بطرق ووسائل لم يفكر بها من قبل، في المقالات الإلكترونيّة خاصّةً غالباً ما يكون القارئ ملول، ضع هذا نصب عينيك، اجعل المقال جاذباً للقراء منذ السر الأول وحتى السطر الأخير.
- اقرأ قبل أن تفكر بأن تكتب: لو لم تكن قارئاً بالضرورة فلا تكتب، القراءة هي كنزك اللغويّ والمعرفيّ، يمكن أن تكون شخصاً عالماً في أمر ما وترغب بالكتابة فيه كحقل الحاسوب مثلاً، لكن لو لم تكن قارئاً في مختلف الكتب الأدبيّة والمعرفيّة فلن تكون قادراً على كتابة شيء مميز، فالقراءة تثري مداركك وتغنيك بأساليب الكتابة وهي الأساس الأوّل إن أردت الكتابة بعد ذلك.
طرق وخطوات كتابة المقال
اختيار الفكرة المناسبة
االبحث عن فكرة مبتكرة وجديدة لم تقرأ مثلها من قبل، فلست راغباً بالطبع بتقليد الآخرين حتى لو كان مقالك في النهاية هو الاحسن وأفضل لكن تظلّ الفكرة مكرّرة، وتجنّب هذا لكن بالطبع لن تجد دائماً أفكار جديدة للكتابة عنها، إذا تناول المواضيع من جهة جديدة، لا تكرّر الأفكار بطريقة تقليدية بل اجعل القارئ ينبهر لطريقة تناولك الموضوع.
تحدث عن أفكارك بعمق
تخيل أن تختار فكرة تقليدية وتتحدث عنها بشكل تقليديّ ودون بحث، كأن تختار الحديث عن أعمال الشغب في مباريات الدوريّ، ثمّ تضرب المثال من حادثة رأيتها، ثمّ تتحدّث عن أوروبا وأن هذا لا يحدث هناك فقط، وعمِّق فكرتك واالبحث عن التفسيرات النفسية لما رأيته، وما هى اسباب سلوك الناس هذه الظاهرة غير السليمة، وأمور قد تكون قادرة على ردع الجماهير عن إتلاف الممتلكات والاحتكاك بالجماهير المنافسة.
أعد ترِتِيب أفكارك
بعد كتابة المقال اقرأه مرّة أخرى، استثني الأفكار التي ابتعدت بها عن محورك الأهمّ بلا غاية واضحة، رتب الأفكار بحيث يتدرّج القارئ في المعرفة، ليس بالضرورة أن تقول كل ما تعرفه في هذا المقال، تحدث بايجاز مُسهب، فلا تقصر ولا تطيل، فان اختصرت ربما لن يكون مقالك شامل للموضوع، ولو أطلت لن يصبر عليك القارئ ومقالك يتشتّت بالأفكار دون أن يربط المقال الأفكار كلها في نسقٍ واحد، هذا ما يسمّى ترهلات النص أو الحشو غير المهم.
العنوان
افرد له هنا فقرةً خاصة لأنّ العنوان هو العتبة الأولى للنص، اختر عنواناً يجذب لك القراء، وابتعد عن العناوين المبتذلة التي تجذب القراء بكثرة ليقيسوا طول مقالك ثمّ يغادروا، تذكر أنّك تكتب مقالاً جادّاً وليس من المقالات الترفيهيّة، ومع ذلك يجب أن تبرع مثل المقلات الترفيهيّة بجذب القارئ من العنوان الغريب والمميز، وابتعد عن العناوين القصيرة المتكونة من مبتدأ وخبره أو نعت والمنعوت، أو تلك العناوين المباشرة التي تخبرك ما يتحدث عنه المقال لكن بشكل سطحي، وبالأخصّ لو كنت تتحدث عن فكرة مستهلكة ولو أنك عاجلتها بشكل جميل فيكفي عنوان سطحيّ لسحب الجمهور من تحت قدمي المقال.
المقدمة
اهتم بالمقدمة حاول وضع كمّ من الدهشة كمعلومة مهمّة لم يسمع بها القارئ من قبل أو مقولة تستفزّ بها القارئ ليكمل النص أو توليفة من الأفكار المبهمة والتي تخرج بها بتيجة غير متوقّعة يشرحها المقال بالتفصيل بحيث بقول القارئ لا هذا غير مستحيل لكن بنهاية المقال سيهز رأسه راضياً عنك.
لحظة الحدث
عند حدوث أمر ما حدث يهز البلاد أو خبر يتحدث عنه العالم بأسره، وترغب بالحديث عنه فإمّا أن تتحدث في وقتها أو فلتنسى الموضوع، فالحديد يدق وهو ساخن ليمكن تشكيله أما وهو بارد بلن تنال إلا عناء الضرب، لكن إن أردت كتابته بعد حدوثه عليك ذكر الحدث الأصلي وإن كانت له تبعات عليك ذكرها وعليك أن تخبر القارئ لماذا تختار الحديث الآن عنه.
لا تحكّم العاطفة
حافظ على نفسك ككاتب مُحايد لا تدخل العاطفة في كل الأمور، بالطبع لابد منها أحياناً، لكن لتستطيع الحديث بحرية دعها جانباً، دافع عن الجانب الذي تميل له فليست الحياديّة شرطاً لكن بعقل كاتب حرّ من العاطفة، فلو كنت تعارض دولة ما لا تقلّ هذا صراحة بل هات الدلائل التي ستجعل القارئ بالنهاية يتعاطف مع فكرتك، فالعاطفة سلاحٌ خفيّ ضعه في يد القرَّاء.
كن حصيفاً واكتب بلغة أنيقة
ربما بعض المقالات العلمية يظن كُتَّبها أنهم مجازون للكتابة بأسلوب جامد ولغة مقبولة، بينما لا أحد معفى من الكتابة بلغة سليمة راقية بعيداً عن الدارج (اللغة العاميّة) مع أن هذا ممكن لكن بين أقواس وليس بكثرة وحسب الموضوع أيضاً، ويجب أن تقرأ كثيراً لتقوّي لغتك قبل الكتابة وتحاول أن تكتب تحفة أدبيّة بغض النظر عن الموضوع، وليس المطلوب بالطبع أن يجلس القارئ ومعه القاموس لفهم مقال عن الفضاء، لكن استخدم كلمات وعبارات مألوفة فصيحة وفي أماكنها الصحيحة.
ختام المقال
يكون آخر انطباع هو ما يرسخ في أذهان القُرَّاء، فاحذر أن تصدم القارئ فيرى نهاية غير متوقعة دون ان تمهد الطريق له، فإن كنت تريده أن يأيد عمل سياسي مثلا فلن تحثه على المعارضة طوال المقال لتأتي بالنهاية وتقول له العكس، وابتعد في نهاية المقال كما في القصة أو الرواية عن الوعظ فالقارئ في مختلف أجناس الأدب لا يحب أن ينقله الكاتب ما يريد أن يستنتجه تلقيناً، دعه يستنتج الموعظة ولا تخبره بها صراحةً.