يصيب الوالدين قلقٌ شديدٌ حين يكبر طفلهما و يصبح على أبواب دخول المدرسة ، فهما و بعد التّعب الشّديد و الجهد المبذول في رعايته و تعاهده بالعناية صغيراً يجدان أنفسهما في مرحلةٍ جديدةٍ من التّنشئة و التّربية و هي مرحلة دخول الطّفل المدرسة ليتلقّى أول الدّروس في العلم و الكتابة ، و قد كان النّاس فيما سبق يرسلون أطفالهم إلى ما كان يسمّى بالكتاتيب حيث يدرسون القرآن و يحفظونه و يتعلّمون القراءة و الكتابة و لم تحظ أماكن الدّراسة بكثيرٍ من العناية فكان يكفى لتجميع الطّلاب مكانٌ مظلّلٌ أو مسقوفٌ بجريد النّخل ، و لم تدخل العلوم المختلفة كالعلوم و الجغرافيا و غيرها إلى مناهج التّعليم إلا حديثاً فقد ركّز النّاس قديماً على علوم القرآن و العربيّة و أولوها رعايةً و اهتماما كبيراً .
و في عصرنا الحاضر دخلت المناهج التعليميّة المختلفة و تنوّعت العلوم التي تدرّس في المدارس كالرّياضيّات الحديثة و العلوم و الجغرافيا و الأحياء و غيرها ، كما تطور التّعليم حديثاً و دخلت التكنولوجيا إلى عالم التّعليم فأصبحت هناك الألواح الذّكيّة كالآيباد و اللابتوب و التي أثّرت العمليّة التّعليميّة بشكلٍ كبيرٍ كما سهّلت على الطّالب تناول المعلومة و تداولها و تعلّمها ، فللتّكنولوجيا دورٌ كبيرٌ و مؤثرٌ في العمليّة التّعليميّة و خاصةً في مرحلة الطّفولة حيث تصبح عمليّة ربط التّعليم بالصّور و الأشكال المتحرّكة عمليّةً محبّبةً إلى نفوس الأطفال ، فالطّفل و بالفطرة تستهويه فكرة الصّور و الألوان بشكلٍ كبيرٍ ، فترى الطّفل يلفت نظره وجود صورٍ أو رسومٍ متحرّكةٍ لشخصياتٍ كارتونيةٍ و يحبّ التّعليم لأجل وجود ذلك و يرغب فيه ، لذلك ترى قصص الأطفال لا تكاد تخلو من الصّور و هذا عنصر هامٌ جداً في عملية التّعليم للمراحل العمريّة المبكّرة عند الأطفال .
و كثيرٌ من المدارس في عصرنا الحاضر قد واكبت التّكنولوجيا و استخدمت أدواتها في العمليّة التّعليميّة ، فترى كثيراً منها يوزّع الألواح الذّكيّة على طلابه مجاناً ، و أصبحت بديلاً عن الكتاب المدرسيّ في بعض الأحيان ، و المطلوب لتشجيع الطّلاب الصّغار على الدّراسة تعزيز أدوات التّعلم في المدارس و تطويرها باستمرار لمواكبة التّغيرات المتسارعة و المتلاحقة في قطاع التّكنولوجيا حتى تنهض الأمّة و تجاري الحضارات المتطوّرة التي و للأسف قد سبقتنا اشواطاً كثيرةً .