من المشاكل وعيوب الموجودة عند كل الطلاب باختلاف مراحلهم الدراسية، هي أنهم يدرسون في الوقت الضائع، وبالتالي إنجاز أقل وعلامات و دلائل غير مرغوب بها كثيرًا، وبالتالي إحباط وعدم الرغبة في الاستمرار، وهذا يعني التراجع عن الدراسة والتفكير في شيء آخر غيرها، وربما اعتبارها غير مفيدة أصلاً وقد حدث هذا. فتعرف ما هو مصدر هذه المشكلة بالضبط؟ ولماذا توجد عند بعض الطلاب دون غيرهم؟
- أولاً: بالنسبة أن هذه المشكلة ملازمة للطلاب فهذا خاطئ؛ فهذه المشكلة ملازمة للشخص في كل مراحل حياته، فإذا كانت معه وهو طالب، هذا يعني أنها ملازمة له في باقي حياته إن لم يعالج نفسه ويتخلص منها، والشخص الذي لا يعاني من هذه المشكلة في أيام دراسته لا يعاني منها في عمله، وباقي أيام حياته.
لكن أين مصدر المشكلة؟ يكمن مصدر المشكلة في العديد من الأمور، والتي من أهمها عدم وضوح الهدف من الدراسة والتعليم، وقد غدا عملية تقليدية يجب أن يلتحق بها كل الأفراد من أجل أن ينالوا الشهادة العلمية، التي سوف يعمل عليها مستقبلاً أو ربما لا يعمل عليها! فعدم وضوح الهدف من الدراسة فهذا أمر أساسي في هذه المشكلة، ربما يتساءل أحدهم وهل هناك أحد لا يريد الدراسة أو يمكنه أن لا يدرس وأن ينجح في حياته؟ نقول نعم هناك الكثير مِن مَن أنهوا المرحلة الإعدادية والتحقوا بالكليات والمعاهد العملية، وهم الآن مسئولين عن شركات لأعمال مهنية متعددة.
إذا كان الهدف واضح فأين تكمن المشكلة؟ تكمن المشكلة في عدم وضوح الطريق لهذا الهدف، فالهدف العام هو الحصول على أكبر قدر من المعرفة، التي تمكن أي شخص من اجتياز الامتحان أو الحصول على درجة القبول في تخصص ما وعليه. يجب على هذا الشخص أن يرسم لنفسه خارطة واضحة يسير عليها كي يحقق هذا الهدف، فإذا كان طالب مدرسة عليه أن يضع جدول دراسي واضح للمواد، التي يريد أن يدرسها اليوم، والتي يريد أن يراجعها غداً، ويجب ترتيب الجدول بطريقة منطقية، وبالتالي الدراسة المستمرة تعني أنه لا يوحد تراكم في الدروس، تعني إنجاز أكبر، ولكن هنا سؤال كيف عليّ الالتزام بالجدول، وهنا يأتي دور العزيمة والأهل والأصدقاء وذات الطالب، فعند وضع جدول دراسي يجب كتابته بطريقة جذابة، ووضع بعض الملصقات عليه، ووضع وقت زمني واضح لكل شيء في الجدول وتحديد هذا الوقت بالساعة والدقيقة، ومن ثم وضع وقت غير مقرون بالعمل وذلك للحالات الطارئة، وعند دراسة كل يوم -الجزء المطلوب- يتم وضع علامة عليه أنه تمت دراسته، وإذا كان هناك بعض الأشياء لم تدرس مما في الجدول يجب كتابتها في قائمة الملاحظات، وإلحاقها بالأيام القادمة، والعمل بكل عزم على أن لا يتم ترحيل الكثير من الدروس للأيام القادمة.
وللإلتزم بذلك قم بعمل نسخة ثانية من الجدول أعطها لوالدتك أو أختك أو صديقك، واجعله يراقبك يومياً، ويسألك هل أتتمت مراجعتك للدرس الأول؟ مثلاً، فوجود رقيب خارجي غير الرقيب الداخلي أمر مهم لإتمام الدراسة والسير على الجدول بكل وضوح، وبذلك يتضح الطريق المؤدي للهدف.