ليست الحياة التي نعيشها مبنيّةً على الرخاء والرّفاه فحسب، فلا تخلو الحياة من بعض الصعوبات وبعض المجهود الّذي به نصل إلى مُبتغياتنا وطموحاتنا؛ إذ لا يوجد شيء في هذهِ الحياة الدُّنيا يحدث من دون سبب، وبالتالي كانَ واجباً علينا أن نتتبّع الما هى اسباب الموصلة إلى أهدافنا لكي نصل، وإن بقينا في أماكننا فلن يتغيّر الحال إلى الاحسن وأفضل أيّاً كانت الأوضاع، والسعي للاحسن وأفضل بلا شكّ هوَ مطلبٌ بشريّ، ولا أظنّ أن أحداً يُريد عكس ذلك، ومن المطالب التي يسعى لها الناضجون من الناس هي الحصول على النجاح الأكاديميّ أو التفوّق الأكاديمي الّذي يقود بدوره إلى النجاح العمليّ والماديّ مع مرور الزمن، ولتحقيق التفوّق لا بُدّ من الأخذ بأسبابه ومُقتضياته، ومن أهمّ طرق وخطوات الوصول إلى التفوّق هي المُذاكرة، ومُداومة الدراسة للوصول إلى الهدف المنشود.
المُذاكرة
يمرّ الواحد منّا أثناء حياته التي يعيشها في طلب العلم أو كما يسمّونها مراحل الانتظام على مقاعد الدراسة بمراحل الدراسة الابتدائيّة، ومراحل الدّراسة الإعداديّة والثانويّة ثمّ الجامعيّة، وفي الحياة الجامعيّة يستطيع الحصول على الدرجة الجامعيّة الأولى وهي البكالوريوس، وثمّ الماجستير، والدكتوراه على التوالي لمن أراد ذلك، وكانَ تفوّقهُ الاكاديميّ يسمح بذلك.
طرق ووسائل المذاكرة
المُذاكرة في كافّة مراحل الدراسة تتطلّب أمراً واحداً وهو العزيمة والثبات ووضوح الرؤية والأهداف، وفي بضعة نقاط يسيرة سنذكر الطرق ووسائل الاحسن وأفضل للمذاكرة:
- يجب أن تتولّد العزيمة والهمّة لدى طالب العلم في الصبر على المُذاكرة، وعلى التعب الذي قد يُصيبه أثناء دراسته؛ إذ لا تخلو الحياة من تعب وكلّ ذلك يهون في سبيل تحقيق الأهداف العظمى والسامية في حياة الإنسان للنهوض بحاضره ومُستقبله.
- اختيار الأوقات المُناسبة للمذاكرة؛ فليست كلّ الأوقات والأماكن تصلح للمذاكرة، فعلى سبيل المثال في أوقات الصباح الباكرة يكون العقل البشريّ أكثر نشاطاً وأكثر قدرةُ على التحليل والفهم وعلى الحفظ أيضاً، وبخصوص المكان يجب أن يكون المكان مُناسباً من حيث التهوية والألوان المُشرقة؛ فالألوان التي تجلب الكآبة للطالب أو الألوان التي تشغل الطالب عن دراسته تؤخذ بعين الاعتبار في الغُرف المُخصّصة للدراسة.
- اعتماد البرامج الدقيقة والممنهجة؛ فبالتنظيم والتخطيط تُصبح المهمّة الدراسيّة أكثر سُهولة وأكثر قُدرة على ضمان الفاقد الزمنيّ واستدراك ما فاتك إن تأخّرت في بعض المواد الدراسيّة على سبيل المثال.
- استخدام الوسائل التعليميّة الإضافيّة التي تُبسّط لكَ المعلومة، وتُبعد عنكَ الطريقة التقليديّة في التلقين من دون الفهم والوعي الكامل لمضمون المادّة العلميّة التي أنت بصدد دراستها..
- تنظيم النمط الغذائي والتركيز على المواد التي ترفع القدرة على التركيز وتعزّز التفكير لديك، وحاول دائماً ألّا تُتخن نفسك بتناول الأطعمة الدسمة أو أن تاكل فوق حاجتك للطعام؛ لأنّ كلّ ذلك يُسبب لكَ الكسل والتراخي، ويشغل المعدة لديك بهضم الطعام، وذلك كلّه يسبّب لك الخمول، فكل بقدرٍ وبتنوّع غذائي متوازن.