تعتبر الدراسة إحدى أهم الركائز التي يرتكز عليها البعض من الناس الذين يطمحون لنيل حياة احسن وأفضل مليئة بالراحة والهدوء، بينما يعتبرها البعض الآخر وسيلتهم التي سوف تنقلهم إلى جزيرة العلم والمعرفة بحيث يستطيعون إفادة البشرية في المستقبل، وهناك قسم آخر قد جعل من الدراسة والتعلم هدفه الرئيسي، فهو بحاجة إلى تجميع أكبر قدر المعلومات والمعرفة العلمية قبل انقضاء أجله، وهذا الإنسان قد يفيد غيره بإنتاجه الخاص بعد أن اكتسب هذا الكم الهائل من المعارف أو أنه قد يكتفي فقط بوضع المعلومات في رأسه والموت هكذا، كل هؤلاء الأصناف من البشر يشبون على خصلة واحدة وهي شغف العلم والمعرفة منذ الصغر.
من الواضح إذاً أن الدراسة هي سبيل الإنسان إلى النجاح والتفوق مهما كان هدفه، وهي السبيل إلى النهل من العلوم كافة والاستفادة من خيراتها التي لا تعد ولا تحصى، لهذا فالعديد من الناس يهتمون بالدراسة ويتخذون منها وسيلة أساسية للوصول إلى غاياتهم ونشاطاً يومياً لهم. أما بالنسبة لنمط ووضعية الدراسة فهي مختلفة من شخص إلى آخر فكل إنسان يرتاح بطريقة معينة والحكم يجب أن يكون على النتائج لا على الطريقة.
حتى تستوفي عملية الدراسة غايتها يتوجب أن يعد الشخص المقبل على الدراسة جدولاً زمنياً يوضح فيه المواد التي ينوي دراستها، بحيث يعطي كل مادة من المواد حصتها الكافية من الوقت بالإضافة إلى أن الجدول يتوجب أن يتخلله أوقات كافية من الراحة، فالدراسة المتواصلة لا طائل منها ولا جدوى، لأنها ترهق الجسم بشكل كبير. كما يجب أن تكون المواد مرتبة من المادة التي تتطلب الوقت الأقل إلى المادة التي تتطلب الوقت الأكثر، وذلك نظراً إلى أن هذا الأمر يدخل الراحة في نفس الإنسان حيث أنها تعمل على اطمئنان الإنسان من ناحية أنه أنجز عدداً كبيراً من المواد وأن وقته لم يضع سدى بالإضافة إلى أن هذا الترتيب يجعل الوقت الأكبر لدراسة المادة الأكثر زخماً من بين المواد. بالإضافة إلى ذلك فإن من أهم الأمور التي يتوجب مراعاتها هو أن يكون هناك تنويع في تسلسل المواد فبعد المادة الأدبية يتوجب أن تدرس المادة العلمية وهكذا. ومن الأمور الهامة أيضاً هو أنه يجب اتخاذ الأمور الطارئة التي قد تستجد على الإنسان بعين الاعتبار فالجدول لا يجب أن يكتب بشكل نهائي بل يجب أن توضع هذه الفترات في الجدول. والأهم من هذا كله هو عدم إهمال وقت النوم وإعطاؤه أهمية وفائدة عظمى.