من المهم تعليم جميع فئات المجتمع، لأنّ هذا يرتقي بالمجتمع ويرفع مستوى تعليمه، ممّا يعمل على التقليل من المشاكل وعيوب الاجتماعية قدر الإمكان. ونظراً لأنّ التعليم في بلادنا العربية لم يكن ذا أهمية وفائدة في السابق، نجد أنّ الكثير من كبار السن لم يأخذوا حقهم في التعليم، لذا ومع التطور الذي نشهده في جميع المجالات يجب دمج هذه الفئة من المجتمع لكي تستطيع مواكبة هذا التطور والاستفادة منه. ويتم هذا النوع من التعليم غالباً في مراكز تطوعية أو مراكز تشبه المدارس، وتوفر معظم الدول هذا التعليم مجاناً من خلال معلمين متطوعين، لذا فإنّ الإقبال على هذا النوع من التعليم يكون كبيراً ويكون الشخص الكبير يريد التعلم بالفعل.
ولا يقتصر هذا التعليم على القراءة والكتابة على الرغم من أنّها الأساس في التعليم، فإذا تعلم الكبير القراءة والكتابة يصبح من السهل تعليمه استخدام الحاسوب والانترنت.
أهمية وفائدة تعليم كبار السن
- إنّ الشخص القادر على القراءة والكتابة يستطيع أداء فريضة الصلاة، وقراءة القران، وهذا أيضاً مهم لغير المسلمين لأداء عباداتهم.
- استخدام وسائل التواصل الاجتماعي والإنترنت لقراءة مختلف المواضيع المهمة والمفيدة لتوسيع مجال ثقافته، كما يستطيع الشخص التواصل مع أبنائه وأقاربه خاصة إذا كانوا يعيشون بالخارج.
- الإلتحاق بالجامعات، فالكثير من كبار السن الذين لم يحظوا بفرصة التعليم يحلمون بالحصول على شهادة جامعية على الرغم من كبر سنهم، وقد أصبح هذا ممكناً في ظل انتشار الجامعات التي تعطي الفرصة لطلابها بالانتساب دون الضرورة إلى الذهاب إلى الدوام يومياً، مما يساعد على تقليل عدد الأميين في البلد وتقليل البطالة.
- إنّ تعليم كبار السن قد يكون أسهل في حال كان الإنسان ذا خبرة واسعة في الحياة، فيكون التعليم مكملاً لهذه الخبرة.
- تعليم الكبار مفيد للسيدات، فإنّه يساعدهنّ على القراءة والاستفادة من أوقاتهنّ، خاصة للسيدات اللاتي يقضين معظم الوقت في المنزل لوحدهن.
- من الممكن عمل دورات تعليمية مفيدة في عدة مجالات غير القراءة والكتابة، فهذا يعطي المتعلم فرصة تعلم حرفة أو مهنة جديدة تساعده في تمضية وقته، ومن الممكن أن تساعده في كسب رزقه أيضاً.
ومن هذا كله نرى أنّ التعليم في جميع المجالات مهم لكل فرد، وبإمكانك عزيزي القارئ المساعدة في تعليم والديك غير المتعلمين أو أقربائك الكبار في السن، فكل فرد في المجتمع يستطيع أن يترك بصمته من خلال أي عمل مفيد مهما كان بسيطاً، فإذا استطاع كل شخص تعليم أقاربه ومعارفه ممن لم يستطيعوا التعلم في السابق أصبح لدينا مجتمع فيه نسبة كبيرة من المتعلمين، مما يسهم في رفع مستوى أفراده والقضاء على الأمية التي لا مكان لها في هذا القرن الذي يشهد تسارعاً كبيراً في التطور والتقدم.