الرضاعة الطبيعيّة
إنّ الرضاعة الطبيعيّة من أهم ما يجب أن يحصل عليه الطفل في المراحل الأولى من حياته؛ فهي ليست مجرّد وجبة غذائيّة مفضلة يتناولها وينتهي الأمر؛ بل هي بالنسبة للطفل والأم عاطفة وعلاقة تناغم بيننهما لمدّة عامين تقريباً؛ حيث يبحث الطفل من خلال الرضاعة عن الحب والمداعبة والأمان، وتشعر الأم بالحياة عن طريق هذه العلاقة الوثيقة التي تُعبّر عن الحب الّذي يغمرها اتّجاه طفلها المدلّل.
تعدّ فترة الفطام من أصعب ما يمكن أن تمر به الأم وطفلها، فهي فترة الضيق والانزعاج والتوتّر والحزن، وهي خليط من المشاعر المؤلمة التي يتبادلها كلٌّ من الأم والطفل في آنٍ واحد، وللتخفيف وانقاص من هذه الآلام وعدم الشعور بالحزن اتجاه الطفل عليك أيّتها الأم تحديد وقت الفطام الّذي ترغبين به، لتحرّري هذا الرباط الوثيق ولينطلق طفلك في العالم الحيوي ليشقّ مراحل عمره بسلاسة وقوّة.
طرق ووسائل الفطام من الرّضاعة الطبيعيّة
- من الطرق وخطوات الناجحة لفطام الطفل من دون ألم هي تحديد العمر المناسب لفطامه؛ حيث يُفضّل أن يكون ما بين عمر العام وثلاثة أشهر وكحدّ أقصى حتّى عمر السنتين؛ لأنّه بعد هذا العمر يصبح الطفل أكثر وعياً وعناداً، ويصعب عليه ترك الرضاعة.
- ابدئي أيّتها الأم بتعويد طفلك على الأطعمة المختلفة من عمر الستة أشهر، ويُفضّل الابتداء بالأطعمة حسب الجدول المخصّص بالتغذية، ويبدأ الجدول بالخضار المسلوقة، ثمّ الحبوب، ثمّ الفاكهة والعصائر الطبيعيّة. يتمّ التخفيف وانقاص من الرضعات اليوميّة النهاريّة بشكل تدريجي، ويجب عدم إرضاع الطفل بشكل عشوائي- أي كلّما طلب ذلك- لأنّ هذه الطريقة العشوائيّة بالرّضاعة تزيد من الأمر سوءاً.
- أطعمي طفلك ثلاث وجبات مشبعة مع ثلاث رضعاتٍ مشبعة متفرّقة خلال النهار، وعوّضيه عن الحليب بتناول القليل من العصائر الطبيعيّة، مع محاولة إلهاء الطفل قدر الإمكان كلّما حاول أن يطلب الرضاعة، مع تكرار المحاولة وتنظيم فترات الرضاعة، ومع الوقت يخفّ طلبه للرّضاعة بشكلٍ متدرّج.
- عوّدي الطفل على شرب كأسٍ من حليب الصناعي مع الرّضاعة الطبيعيّة ليستسيغ الطعم ويتعوّد عليه، وخفّفي من عدد الرضعات خلال النهار عن طريق استبدالها بكأس أو زجاجة حليب صناعي، ويُفضّل استشارة طبيب الأطفال المختص الّذي يتابع حالة طفلك منذ الولادة، ليتمّ إعطاء الطفل الحليب المناسب الذي لا يسبّب أيّاً من الأعراض الجانبية كالإسهال والإمساك.
- كلّما زاد عمر طفلك قلّلي من عدد الرضعات؛ ففي النهار واحدة، وفي الليل رضعتان لا أكثر، وفي حال طلب طفلك الّرضاعة بغير الأوقات المخصّصة أعطه القليل من الماء، لأنّ الرضاعة أصبحت عادة لديه وليست حاجة أو جوع كما كان صغيراً.
- بعد أن تستقر حالة الطفل خلال النهار ويتعوّد على عدم وجود الرضعة، سوف تلاحظين بعد عدّة أيام أنّ كمية الحليب التي يطلبها أصبحت تخفّ تدريجياً، وأنّ الطفل لم يعد يرغب به مثل الأيام السابقة، وبهذه الطريقة يمكنك أن تبدئي المرحلة الثانية من الفطام، وهي الامتناع عن الرّضاعة ليلاً، وهي المرحلة النهائية والتي لا رجعة فيها،
- سوف يبكي الطفل كثيراً وأنت كذلك، ولكن يمكن أن تعطيه الحليب بالزّجاجة، وإذا رفض ذلك لا تجبريه عليها وإنما اتركيه لمدّة دقيقتين وسوف يهدأ مع مداعبته والغناء له، وسوف يبقى على هذا الحال لمدّة ثلاثة أيّام، لا تكوني ضعيفةً أمام دموع طفلك لأنّه يستطيع أن يفهم مشاعرك ويستغلّك وعندها لن يتوقّف عن البكاء،
- إذا شعرت بالألم في منطقة الصدر وتحت الإبط، لا تستائي من هذه الآلام؛ حيث إنّها سوف تزول بعد أن يجفّ الحليب، وتحتاج لمدّة أسبوع، ويمكن تناول بعض الأقراص التي تساعد في ذلك.