بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على سيدنا محمدٍ الصادق الأمين، وعلى آله وأصحابه الطيبين الطاهرين. أما بعد،
إن الوضوء هو قسم من أقسام الطهارة المادية، وهو طهارة مائية تختص ببعض أجزاء البدن، وهي: الوجه، واليدين، والرأس والرجلين. حيث يقوم المسلم بالوضوء لرفع الحدث الأصغر. والحدث الأصغر: هو أحد موانع الصلاة، وهو ما يصيب الجسم من الأحداث مما سوى الجنابة والحيض والنفاس، مثل: خروج البول، والغائط، والريح، ونحو ذلك. وأما إذا كان الحدث الذي أصاب الجسم هو الجنابة أو الحيض والنفاس، فإنه هنا يسمى بـ (الحدث الأكبر)؛ وذلك لأنه يوجب غسل جميع البدن، وليس فقط أجراء معينة منه كما في الوضوء.
والوضوء مشروع بالكتاب والسنة والإجماع، ومن الأدلة التي يستحسن ذكرها، والتي تدل على مشروعيته: قول ربنا تبارك وتعالى: { يَآ أَيُّهَا الَّذِينَ أَمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ } [المائدة: 6]. وللوضوء العديد من الفضائل، ومنها: أنه يغسل الخطايا، ويرفع درجة المسلم عند رب العالمين. والوضوء هو باب واسع من أبواب العبادات، ولا يتسع المقام في هذا المقال لتفصيل الكلام فيه، وإنما سنكتفي بما يتعلق بعنوان المقال، وهو نواقض الوضوء، أو مفسداته.
ونواقض الوضوء هو الأمور التي إذا ما طرأت على المسلم الذي سبق له أن توضأ، أدت إلى نقض الوضوء وفساده، مما يتوجب على المسلم أن يعيد الوضوء. ومن هذه النواقض: