الوضوء
الوضوء هو شعيرةٌ من شعائر الإسلام وتقتضي الاغتسال بطريقةٍ معينةٍ وبخطواتٍ مرتبةٍ قبل التوجه للصلاة، حرصاً من الإسلام على طهارة ونظافة المسلم بدناً وروحاً، ويعتبرالوضوء من أهم الشروط والأسس لقبول الصلاة، وقد قال سبحانه وتعالى في محكم تنزيله في الآية السادسة من سورة المائدة : "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ ? وَإِن كُنتُمْ جُنُبًا فَاطَّهَّرُوا ? وَإِن كُنتُم مَّرْضَى? أَوْ عَلَى? سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِّنكُم مِّنَ الْغَائِطِ أَوْ لَامَسْتُمُ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُم مِّنْهُ ? مَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُم مِّنْ حَرَجٍ وَلَ?كِن يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ"، فالله سبحانه وتعالى يحب التوابين ويحب المتطهرين.
طريقة الوضوء
للوضوء خطواتٌ مرتبةٌ ومتسلسلةٌ، فلا تسبق خطوةٌ أخرى فيه، وهي:
- النية والتسمية، ويكون مكان النية القلب أو ينطقها الإنسان بلسانه، ثمّ تأتي البسملة، أي أن يقول: بسم الله الرحمن الرحيم.
- غسل الكفّين ثلاث مرات.
- المضمضة ثلاثاً.
- الاستنشاق ثلاث مرات.
- غسل الوجه ثلاثاً.
- غسل اليدين اليمنى واليسرى إلى المرفق ثلاث مرات.
- مسح الرأس أو الشعر مرةً واحدة.
- مسح الأذنين مرةً واحدةً من الداخل.
- غسل الرجلين اليمنى واليسرى إلى الكعبين ثلاث مرات.
سنن وفرائض الوضوء
هناك ما يسمى بسنن الوضوء وفرائض الوضوء، والفرق بينهما أن الفرائض هي ما لا يجوز ولا يصح الوضوء إلّا بها فإن تركها الإنسان لم يقبل وضوؤه، ومنها مسح الرأس والنية وغسل الوجه، أمّا سنن الوضوء فهي الأفعال التي يُثاب من يفعلها ولا يُعاقَب من يتركها، وهي الأفعال التي قام بها الرسول محمد صلّى الله عليه وسلّم مثل المضمضة والاستنشاق وغيرها.
يجدر بالذكر أن على المسلم والمسلمة أن يتجنّبا الإسراف والتبذير عند استعمال الماء، فقد وصف الله المبذرين في كتابه الكريم بأنهم إخوان الشياطين، دلالةً على سوء من يقوم بهذه الأفعال، فليس هناك من هو أسوأ من الشيطان، بالإضافة إلى ضرورة طهارة المكان، فلا يكون نجساً ولا متسخاً، كما أنّه لا يصح الكلام مع أحد أثناء الوضوء فمن المستحب الصمت خلاله، ويجدر بالذكر أنّ الحكمة والفائدة تقف وراء كل أوامر الله للإنسان، فالاستنشاق يخلص الأنف من العوالق والغبار وبالتالي ينعش تنفس الإنسان، وإن باقي أفعال الوضوء من شأنها أن تجدد من طاقة ونظافة الإنسان وحيويته، خاصةً إن أداها خمس مراتٍ يومياً أو حتى أقل.