ولد العالم العربي جابر بن حيّان في عام مائة وسبعة عشر هجريّة / سبعمائة و سبعة و ثلاثين ميلادية ، أمّا عن مكان مولده فقد اختلف الرواة ، فمنهم من قال بأنّه مواليد منطقة الفرات العراقيّة حاليّاً ، و منهم من يقول بأن أصله من مدينة حران ، و قيل أيضاً أنّه من طوس بإقليم خراسان .
أما عن حياة جابر بن حيّان فقد عاش في الكوفة حيث تتلمذ على يد الإمام جعفر الصّادق و أخذ عنه العلوم الشرعيّة و اللغويّة و الكيمياء ، و بدأ حياته العمليّة في ممارسة مهنة الطب في زمن الخليفة هارون الرشيد ، و كان من المقربين للوزير جعفر البرمكي . وقد عاش معظم وقته في دمشق يعكف على التأليف و دراسة الفلسفة ، حتى جاءت نكبة البرامكة فهرب إلى الكوفة مرة أخرى حيث تم سجنه ، وظلّ في السجن حتى توفي في عام مائة و خمسة وتسعون هجرية / ثمانمائة و عشرة ميلادية .
إسهامات جابر بن حيان في الكيمياء :
و قد عرّف ابن حيّان الكيمياء في مؤلّفه " العلم الإلهي " بأنّها : " الفرع من العلوم الطبيعيّة الذي يبحث في خواص المعادن والمواد النباتيّة والحيوانيّة وطُرق تولّدها وطريقة اكتسابها خواص جديدة " ، ويرجع له الفضل في إدخال المنهج التجريبي إلى علم الكيمياء ، و هو أول من اخترع القلويّات ، و أوصى ابن حيّان بالإعتماد على التجربة . و بذلك يعد أحد رواد العلوم التطبيقيّة ، حيث أسهمت تجاربه في وضع طرق ووسائل لتكرير المعادن و تصنيع الفولاذ و صبغ الأقمشة و صناعة أقمشة مانعة لتسرّب الماء ، بالإضافة إلى استخدام ثاني أكسيد المنغنيز في صناعة الزجاج . بالإضافة إلى تمكّنه من إختراع نوع حبر مضيء للمساعدة على القراءة في الظلام ، و صناعة ورق غير قابل للإحتراق ، و ابتكار مادّة تمنع صدأ الحديد . و يرجع له الفضل في وضع أوّل طريقة للتقطير في العالم ، كما أنّه أوّل من ابتكر طريقة فصل الذهب عن الفضة باستخدام الأحماض ، و مازالت تلك الطريقة تستخدم حتى يومنا هذا .
تراث ابن حيان المكتوب :و لإبن حيّان العديد من المؤلّفات ، وقيل أن عددها يترواح ما بين مائتين و خمسون إلى خمسمائة كتاب ، و قد ضاعت أغلب تلك المولّفات إلا أنّه قد تمّت ترجمة بعض الكتب إلى اللّغة اللاتينية ، و منها إلى الإنجليزية . و قد أسهمت تلك المؤلّفات في تطوير الكيمياء الحديثة في العالم .