ظفرت الدولة العربية منذ بدايات عهدها وحتى اليوم بالعديد من العلماء الذين ارادوا أن يكونوا محل ثقة أهلهم بهم ، وأن يعملوا عمل القدوة الحية والطيبة بالنسبة للكثيرين ، ولكن في نفس الوقت لم يتسنى لهم أن يكونوا مثالاً يحتذى به ، بل كانوا أكثر من ذلك ، والناظر للتاريخ بعمق ، يجد البصمة العربية موجودة في قلوب المسلمين بغض النظر عن انتماءاتهم الحزبية ، واختلافاتهم في الرأي ، وكان هذا سبب واضح وجلي في قدرة العرب على أن يكونوا السباقين دوماً للعمل الخيري ، والعلم وما إلى ذلك ، وموضوعنا سيطال شخصية مرموقة من شخصيات العلم القديم والجديد ، وهو العالم بن الرزاز الجزري .
ابن الرزاز الجزري :
وعند الحديث عن هذا العالم لا بد في بداية المطاف أن نقف له وقفة احترام ، وأن نتعامل مع سيرته بالمعاملة الطيبة ، ونعمل على دراستها بالطريقة التي تلائم علمه بالحجم الذي يعتقد أنه الاهم والأبرز ، وكان لا بد من وجود طريقة حية تمكننا من التعرف عليها ، والعمل الجاد من أجل انجاح سيرتها مهما تطلب الأمر .
وابن الرزاز الجزري هو عالم كيمياء ، وهو من بدعاء ذلك الزمن ،عمل على تطوير العديد من النظريات التي ساعدت في ابقاء العلم بالمنطقة التي يجب أن تكون ، ولم يتوانى في خدمة علمه ، حتى في أسوأ حالاته ، كان دائم المثابرة ، يحب الاكتشاف ، فهو مهندس قبل أن يكون عالم كيمياء ،برعم في اختراع العديد من الاختراعات ، واسمه موجود على بوابات العلم العالمية ، كأشهر رجل ترك بصمته منذ ولادته في العراق عام 1136 وحتى أخر لحظة في حياته .
اختراعات العالم الجزري :
استطاع العالم الجزري أن يترك بصمته في البيوت العربية حتى يومنا هذا ، فعمل على اختراع صمامات الامان ، والتي توفر الأمن في البيوت بصفة عامة ، كما وعمل على اختراع الساعات الكهربائية التي تساعد في رفع كميات المياه في الوقت الذي لا يمكن التعامل مع غيرها ، وكانت لع طريقة اختراع في اكتشاف الموتور الكهربي الذي استخدم في نقل الماء من المناطق المنخفضة إلى المناطق المرتفعة ، ليقضي بذلك الاختراع على مشكلة الانقطاع المتكرر للمياه ، الذي طال العديد من المؤسسات في المدينة ، حتى المستشفيات ، كما وساعد الجزري في اكتشاف الدلو ، واخراج المياه من البئر ، الذي كان لابد من اكتشافه لتوفير المياه في حال كانت شحيحة .
وفي ختام مقالنا لا بد أن نستذكر هؤلاء العلماء، والمخترعين ، ونولي لهم الجبين احتراماً، فلولاهم لما تقدمن خطوة للأمام ، وبقينا في أماكننا عاجزين على الوصول لأي نقطة أخرى .