نبذة عن حياته
وُلد المُؤرخ والتربوي ذو الأيادي البيضاء في الفكر الإسلامي المعاصر الدكتور ماجد عرسان الكيلاني في بلدة الشجرة، وهي إحدى البلدات التابعة للواء الرمثا، الواقعة في شمال المَملكة الأردنية الهاشمية في عام ألف وتسعمئة واثنين وثلاثين ميلادية. وتوفّي - رحمه الله تعالى - في الرابع والعشرين من شهر أكتوبر من عام ألفين وخمسة عشر ميلاديّة في مَسقط رأسه في بلدة الشجرة.
حصل الدكتور ماجد الكيلاني على الليسانس في علم التاريخ من جامعة القاهرة في عام ألف وتسعمئة وثلاثة وستين، ثمّ حَصل على الدبلوم الخاص في أصول التربية من الجامعة الأردنية في عام ألفٍ وتسعمئة وتسعة وستين ميلادية، ودبلومٌ آخر في القياس والتقويم من الجامعة الأمريكية في القاهرة في عام ألف وتسعمئة وسبعين ميلادية.
كما حصل الدكتور الكيلاني على شهادة ماجستير في التاريخ الإسلامي من الجامعة الأمريكيّة في بيروت في عام ألف وتسعمئة وأربعة وسبعين ميلادية عن رسالة بعنوان (نشأة المدرسة القادرية)، وشهادة ماجستيرٍ أخرى في أصول التربية من الجامعة الأردنية في عام ألف وتسعمئة وستةٍ وسبعين ميلادية عن رسالةٍ بعنوان (تطور مفهوم وتعريف ومعنى النظرية التربوية الإسلامية)، وأخيراً حصل على شهادةِ الدكتوراة في أصول التربية من جامعة بتسبرغ في ولاية بنسلفانيا، إحدى ولايات الولايات المتحدة الأمريكية في عام ألفٍ وتسعمئة وواحد وثمانين ميلاديّة عن رسالةٍ بعنوان (الفكر التربوي عند ابن تيمية).
تَبوّأ الدكتور الكيلاني العديد من المناصب في حياته المليئة بالعطاء؛ حيث عمل في وزارتي التربية والتعليم، والأوقاف الأردنيتين، كما استلم إدارةَ مركزِ البحوث والدراساتِ الإسلامية في الأمم المتحدة، وعمل أيضاً في سِلك التدريس الجامعي في العديد من الجامعات العربية، وقد شارك الدكتور الكيلاني في العديد من الأعمال المختلفة وعلى رأسها ما يتعلّق بالمناهج التعليمية في الأردن، ودولٍ عربية أخرى، كما كانت له مشاركات في مؤتمرات عربية وعالمية مُختلفة ومُتعددة، وقد حصل الدكتور الكيلاني على العديد من الجوائزِ والتكريماتِ عن أعماله وإنجازاته العظيمة.
مؤلفاته
لا تَفي بِضعة سطورٍ مُؤلّفات الدكتور الكيلاني حَقها، ولكنْ يَكفي أنْ نقول إنّ الدكتور الكيلاني هو صاحبُ كتاب (هكذا ظهر جيل صلاح الدين وهكذا عادت القدس) والذي يُعتبر دراسةً تاريخيةً مُعمّقة حول الإصلاحات والتغييرات الجذرية التي حصلت في الأمة الإسلامية أثناء الغزو الفرنجي، والتي أدت في نهايةِ المَطاف إلى ظُهور جيلِ صلاحِ الدين، الذي استعاد القدس والأراضي المُقدسة من مُغتصبيها، وكيف أسهمت الإصلاحات التي قام بها كلٌّ من الإمامين الجليلين أبو حامد الغزالي، وعبد القادر الجيلاني، وغيرهما عبر مراحلَ تاريخيةٍ متعاقبةٍ ومتتالية في إحداثِ النّهضةِ الشاملةِ في المجتمع الإسلامي المتداعي آنذاك. وقد لاقى هذا الكتاب صدىً واسعاً جداً، وطبعت منه العديد من الطبع، ولا يزال يلقى إقبالاً إلى يومنا هذا منذ أن ألّفه في عام ألف وتسعمئة وثلاثة وتسعين ميلادية.
وبصفته تربوياً من الطِراز الرفيع؛ فقد وَضَع الدكتور الكيلاني مُؤلفاتٍ عديدةٍ في مَجال التربية نَذكر منها: تَطوّر مَفهوم النظرية التربوية الإسلامية، وأهداف التربية الإسلامية، وفَلسفة التربية الإسلامية، ونَظرية التربية الإسلامية، وغيرها من المؤلفات والإنجازات التربوية العظيمة.
ولم يَغفل الدكتور الكيلاني عن مَشاكل الأمة وما تعانيه من تفرُّقٍ وتهالكٍ على كافة المستويات؛ فوضع مؤلفاتٍ في هذا الصدد منها: أصول العقل الأمريكي، وصناعة القرار الأمريكي، ورسالةُ المسجد، والأمة المسلمة، والخطر الصهيوني على العالم الإسلامي، وغيرها. وقد كَتب الدكتور الكيلاني العديدَ من الأبحاث والمقالات المُختلفة والهامة وباللغتين العربية والإنجليزية.
رحم الله الدكتور ماجد عرسان الكيلاني وجزاه عن الأمتين العربية والإسلامية أحسنَ الجزاء، وحَشرنا وإيّاه مع الأنبياء، والصديقين، والصالحين.