الإنترنت أصبح اليوم بمثابة الشيء الضروري بحياتنا ولا نستطيع الإستغناء عنه بل أننا نضعه ضمن أولوياتنا دائما وفي المرتبة الأولى ، أصبح الإنترنت الآن موجودا في كل بيت وأصبح بمقدور جميع أفراد العائلة إستخدامه بسهولة تامة ، هذه الشبكة العنكبوتية التي تحوي بين ثناياها الكثير قد تعود بالفائدة على مستخدميها فلها العديد من الإيجابيات التي قد يغفل عنها الكثيرون ومن هذه الإيجابيات سرعة الوصول إلى المعلومة ، وقراءة أي نوع من الكتب وتصفح الجرائد والمجلات ، كما أنها مفيدة في المجال التعليمي وإنشاء البحوث العلمية الدقيقة ، غير أنها قللت الوقت ووفرت الجهد على الطالب .
إنّ الإنترنت جعل العالم بمثابة قرية صغيرة يتنقل بها الشخص كما يريد ، يطلع على ثقافات العالم وعادات الشعوب المختلفة ، كما أتاح الإنترنت سهولة التجارة والتسويق الإلكتروني لبعض الشركات والأشخاص والبعض زادت نسبة أرباحهم بصفة خيالية فالإنترنت يتيح وضع الإعلانات المصورة التي تجذب الزائر مما تزيد فرص التسويق وزيادة الأرباح ، ليس هذا فحسب بل بمقدور أي شخص أن ينمي موهبته التي يتميز بها كإنشاء موقع خاص به وجعله يتضمن موضوع ما ،أو إنشاء المنتديات الهادفة وغرف الحوار التي تعمل على الأسلوب العلمي الصحيح ، كما أنها تقرب البعيد وتسهل فرص الإتصال وتوفر المال ، ومهما تعددت إيجابيات الإنترنت إلا أنه له الكثير من السلبيات التي أضع اللوم فيها على الشخص المستخدم للإنترنت ، ويبقى لكل شيء وجهان الحسن والسيء وعلى الشخص حسن الإختيار والتفكير الصحيح .
بداية قد تكمن سلبيات الإنترنت في سوء إستخدام الشخص وعدم توجيه تفكيره في النمط الصحيح الذي سيؤدي بالنهاية إلى الإستفادة من الإنترنت بكل سهولة تامة ، فقد إنتشرت المواقع الإباحية على الإنترنت التي تستهدف فئة الشباب وتعمل على إغوائهم بسبل عديدة ، كما كثرت غرف الدردشة الغير أخلاقية والتي تشجع على الفساد وفعل الرذيلة والإنحلال اللاأخلاقي ، كما أن هنالك بعض الرسائل التي يتم دسها بطرق ووسائل غير شرعية عبر الإيميلات قد تؤدي إلى الدخول إلى هذه المواقع من أي شخص من أفراد العائلة وربما الأطفال ايضا .
إنّ الإنترنت سبب لبعض الأشخاص الإدمان فباتوا لا يقدرون الإستغناء عنه مهملين واجباتهم إتجاه أنفسهم وعائلاتهم وعملهم ، فكثير من الأشخاص يقضون ساعات متواصلة على الإنترنت دون كلل ولا ملل مما هو سبب لهم العزلة والإنطواء عن العالم الخارجي تماما ، وبعض الأشخاص نتيجة هذا الإدمان والذي يسمى بإدمان الإنترنت أصابهم الإكتئاب والتعب النفسي والقلق والتوتر وعدم القدرة على التواصل مع الآخرين بكل سهولة .
ومن سلبيات الإنترنت الأخرى هي عدم وجود رقابة فقد نرى مواقع كثيرة تتضمن مواضيع مختلفة منها ما يحث على الرذيلة ومنها ما يحث على العنف والعنصرية ، كما أن بعض المواقع الغريبة تشجع على الإنتحار وتسهل سبل الوصول إليه ، وهي تستهدف فئة معينة من الشباب ، كما أنه لا يوجد رقابة شخصية من مستخدم الإنترنت نفسه فأصبح بمقدور كل شخص كتابة ونشر ما يريد دون علم ودون رقابة ، فكثير من المعلومات التي توجد على الإنترنت لا تتصف بالصحة أبدا وقد يلجا البعض إلى أخذ المعلومة بالطريقة الخاطئة ودون علم ، ودون البحث في المواقع التي توفر المعلومة الدقيقة والصحيحة .
كما أنّ الإنترنت سبب عدم التواصل الإجتماعي وقلت العلاقات العامة وسبب التباعد بين الأقارب والأصدقاء ، غير أنه يعتبر من أكثر الأشياء التي قد تضيع وقت الإنسان بلا فائدة وخاصة إذا إستخدمه الشخص بطريقة خاطئة وغير مجدية أبداً .
الإنترنت على الأغلب لا يحفظ حقوق الملكية للناشر حيث أن البعض يقوموا بسرقة بعض الكتابات ونسبها إليهم وهذه الطريقة وفرت كثير من سبل الإحتيال وخاصة في المواقع التي تستهدف موضوع ما وتناول محتوياته والحديث عنه ، ونرى هنالك أشخاص قد يسيئون للآخرين عن طريق إختراق مواقعهم الخاصة وإختراق حساب معين لهم والإساءة لهم بشتى الطرق ووسائل ، وتوجد فئة معينة تعمل على إبتزاز أشخاص معينين والتغرير بهم بهدف العمل وجمع المال وتعرف ما هو بالنهاية إلا نصب وإحتيال .
ويعد الجلوس المستمر على الإنترنت من أهم الما هى اسباب التي تؤدي للتعب الجسدي والنفسي معا ويسبب ألم في فقرات الرقبة والعمود الفقري مما يؤدي لمشاكل وعيوب في الظهر ويسبب إرهاق العين ، كما أن بعض الأشخاص يتناولون كميات كبيرة من الطعام أثناء جلوسهم على الإنترنت دون الإحساس بذلك مما يسبب لهم التخمة والوزن الزائد .
على كل شخص أن يكون الرقيب على نفسه وأن يستخدم الشبكة العنكبوتية لكل تعرف ما هو مفيد لنبقى مجتمع يعلو نحو القمة .