مقدمة
بفضل الحدود التي أُزيلت، ووسائل الإتصالات التي ربطت العالم، طرق ووصفات العزلة التي بدأت في الانكماش، وكل هذه التطورات التكنولوجية التي سيطرت على العالم، جعلت من الكون وكأنه أصبح كياناً واحداً، إذا تأثر جزء واحد تداعى له كل الأجزاء الأخرى، ووصف أهل العلم والمختصين الإقتصاديين والسياسيين ما سبق ذكره "بالعمولمة".وهناك الكثير منالإختلافات حول حقيقية معنى العولمة، حيث يجعهلاه البعض مرادفة للامركزية، وهناك من يجعلها مرادفة للإستعمار، وهناك من يوصفها بالإقتصاد الكوني.ويقول (مكماهون): " لايوجد ركاب على سطح الأرض، لأننا تحولنا جميعاً إلى طاقم قيادة" لكن يتفق الجميع على أن العولمة قد أصبحت جزءاً واقعاُ، لكن الاختلاف بينهم حول أسبابها، وآثارها، إيجابياتها، سلبياتها، الثمن الذي سيدفعه الأثرياء، مدى الكارثة التي سوف تعصف بالفقراء.
مفهوم وتعريف ومعنى العولمة
يعتبر مصطلح العولمة من المصطلحات الغامضة، والتي لم تُحدد بدقة، بالرغم من الدراسات والأبحاث وحتى الكتب التي تطرقت إليها. والعولمة هي: الانفتاح على العالم، وهي النشاط المتدفق ثقافياً، إقتصادياً، سياسياً، تكنولوجياً، حيث يتعامل فيه الأشخاص مع عالم لا تكبله الحدود الجغرافية والسياسية، فيوجد رأس المال الذي ينتقل بغير قيود، وهناك المعلومات التي تتحرك بغير حواجز. في عالم العوملة تداخلت الثقافات، وتقاربت الأسواق وترابطت، ودول أصبحت وكأنها من غير حدود، وظهرت المنظمات العالمية، مثل: صندوق النقد لدولية، والبنك الدولي، وغيرها..
ومن مصطلحات العولمة: العالم قرية صغيرة، أمركة العالم، الكوكبة، السلعنة، الأخطبوط الإستعماري، النظام العالمي الجديد، وغيرها من المصطلحات. يرى الكثير من علماء ومثقفين العرب والأجانب أن العولمة هذه ظاهرها رحمة، وباطنها عذاب.
والذي يتأثر بشكل كبير من هذه الظاهرة هي المجتمعات المستهلكة، التي تستقبل كل المستوردات وأن كانت سماً ناقعاً. وهذا الأمر يعني أن الأشياء هي التي تأتي إلينا، ولا نأتي إليها، يعني أننا سوف نتأثر بالأخرين، ولكن الأخرين لن يتأثروا بنا، يعني عولمة ما عندهم، وليس ما عندنا. العوملة يرى الكثير من النقاد بإنها كالاجتياح الكبير للصغير، وتسلط القوي على الضعيف، وقسوة الغني على الفقير. هذه العولمة تجتاج مجتمعنا بكل ما يحوية من ثقافة، عادات، تقاليد، تعاليم، تراث، بمعنى آخر هي استعباد للمجتمع ولكنها تتستر تحت مصطلح حصاري مزيف، وشعار كاذب.
نشأة العولمة
العولمة ظاهرة حديثة قديمة، مليئة بالغموض وهي صعبة التحديد، والكثير يرى أن العولمة تواجدت في مختلف الحضارات، وقد شجع عليها الفلاسفة في عصورهم، بالدعوة لتجاوز أي حدود جغرافية سياسية.وقد طالب الإسلام بالعولمة، حيث ألغيت الحدود في عصر الخلافة الإسلامية، والجنسية، ومسحت الطبقات والدونية، والفروق الشاسعة بين الأغنياء والفقراء.هذه العوملة كانت دعوة الجميع بلا احتكار، ومن غير حدود، لكن انعطفت العولمة انعطاف خطير مع نهاية الحرب العالمية الثانية، حيث انقسمت إلى نوعين، هما:
أهداف العولمة
ما هى اسباب العولمة
- إطلاق التجارة الدولية: فكل الإقتصاديات المتقدمة والنامية تتكامل في سوق واحد فقط، وهذه الأسواق كانت مفتوحة للإقتصاديات الكبرى في العالم، وعلى مبدأ التنافس الحر.
- سير الاستثمارات الأجنبية المباشرة: حملت السنوات الأخيرة المنتجات المستحدثة، خاصةً أجهزة الحاسب الآلي، ووسائل الإتصال المتطورة التي ساعدت هذه المنتجات بشكل كبير، وتحولت البنوك الروتينية التقلليدية إلى بنوك تعتمد على إيراداتها من الصفقات الإستثمارية.
- القفزة العلمية، والثورة التكنولوجية: التي جعلت العالم أكثر سهولة ويسرا، وساعدت بشكل كبير على التواصل الواسع بين المجتمعات المختلفة، فكانت سبب من الما هى اسباب الرئيسية لبروز ظاهرة العولمة.
- شركات متعددة الجنسيات: والتي تعتبر من العوامل المهمة لظهور العولمة.
وسائل العولمة
- هناك الكثير من الوسائل التي تقف خلف العولمة وتدعمها، وهي كثرة جداً، ومن أهم هذه الوسائل:
- أدوات الإتصال: سواء الإعلام المرئي المسموع (الوسائل الأرضية، الفضائية)، المسموع ، المقروء من كتب، مجلات، صحف، إصدارات، وكالات أنباء.
- الشبكة العنكبوتية: والتي لها دور فعال ورئيسي في دعم العولمة وانتشارها.
- الهواتف على أنواعها: الثابتة، النقالة.
- الفاكس.
- السائل العلمية: كالأكاديميات، الجامعات، المعاهد والمراكز العلمية، المراكز البحثية والمعلوماتية، المكتبار ودور النشر، السينما والأفلام..
- وهناك القوى ذات السطوة العالمية والتي مهدت لكل ذلك.
مراحل العولمة
- المرحلة الأولى: تمهيد الأشياء المادية، والصناعات، والأسلحة الحربية والتي أنتشرت بشكل كبير بين دول العالم.
- المرحلة الثانية: التأسي بالعادات المادية الظاهرة، مثل: هيئة اللباس، الأثاث، الأدوات، والطعام.
- المرحلة الثالثة: أخذ القيم والمقاييس الخلقية والسلوكية، وانتشار الظواهر الإجتماعية الخاصة بين الشعوب الأخرى.
- المرحلة الرابعة: ذوبان العقائد والتصورات، والسعي لإقصائها، وذلك بنشرها بشكل أولي، ثم العمل على نقدها، والسخرية منها، وبينا تخلفها، فيبدو الأمر وكأنه علمياً محضاً.
سلبيات العولمة
من أهم سلبيات التي نتجت عن ظاهرة العولمة، التالي: