من سمات الحياة المعاصرة و عيوبها ظاهرة الملل التي تتسلل إلى نفوس الكثير من الناس ، فكثيرا ما تلتقي عددا من الناس و تجلس معهم تحادثهم فيشتكوا لك الفراغ و الملل في الحياة ، و ترى بعضهم يعاني فعلا من ذلك و ربما أصابه الإكتئاب بسبب عدم قدرته على استغلال وقت الفراغ لديه و الانتهاء والتخلص من الملل ، و إن الناس حيال هذه الظاهرة مختلفون في ردات أفعالهم ، فمن الناس من يستسلم لها و يرفع الراية البيضاء ، لتتمكن هذه الآفة من الاستيلاء على نفسه و قلبه ، و بالتالي يبقى أسيرا لها غير قادر على التحرك و العطاء ، و من الناس من يتحدى هذه الظاهرة و يقهرها بعزيمة و بصيرة ، فتعرف على ما هى الوسائل أو الطرق ووسائل للتخلص من الملل ؟ .
يجب أن يدرك الإنسان أن وقته و حياته كلها محسوبة عليه ، و إن من الأمور التي يسأل عنها الإنسان يوم القيامه شبابه و حياته فيما أمضاه و شغله ، فإن شغله بالطاعة عاد عليه بالنفع بالدنيا و الآخرة ، و إن شغله بالمعصية أورده المهالك ، و قد بين النبي صلى الله عليه و سلم أن الفراغ هو نعمة يحسد عليها كثير من الناس ، ذلك بأن الطاعات و الأعمال الصالحة تتطلب مساحة من الوقت و الفراع و بدونها لا يستطيع الإنسان الاستزادة منها .
أن يتبع الإنسان أساليب تقضي على الملل في حياته ، منها أن يقوم الإنسان بأداء مهام متنوعة ، أو يقوم بأداء الأعمال بصورة مختلفة ، حتى يبتعد الإنسان عن الروتين القاتل في الحياة و الذي بدوره يسبب الملل ، كما على الإنسان أن يضع هدفا في حياته و أن يضع الطرق ووسائل المناسبة للوصول إلى الهدف و يحرص عليها ، فالإنسان بدون هدف بلا شك سيتخلل الملل إلى حياته و يدمرها ، كما من بين الأساليب التي تقضي على الملل الانكباب على العلم و تحصيله ، فلطلب العلم لذة في نفس طالبها و خاصة حين يكون محبا للتخصص الذي يدرسه ، كما أن من بين الأساليب التي تقضي على الملل مخالطة الصالحين و المؤنسين من الناس الذين تراهم ينتقون أطايب الكلام كما ينتقى أطايب الثمر .
