لاشك أن أي مؤسسة حكومية أو خاصة وأي جهة عمل رسمية تطلب ممن يرغب في العمل عندها أن يقدم السيرة الذاتية عنه أو ما يسمى اختصارا بالانجليزية " cv ". لكن البعض لا يولي اهتماما كبيرا لهذه الورقة التي يعرف صاحب العمل عن نفسه من خلالها بشكل موجز وفعال . إذ إن سوء التعريف ومعنى عن الذات والمهارات العظيمة التي يملكها الشخص تقلل من فرصته في القبول لدى أصحاب العمل رغم كفاءته .
إن السيرة الذاتية لها أقسام وينبغي أن تحتوي أفرعا رئيسة، وأولها المعلومات الأساسية، ويندرج تحتها ذكر الاسم والميلاد والجنسية ومن ثم الاقامة ؛ إذ يملك البعض جنسية محددة ويقيم في بلد آخر، ومن الضروري جدا اعلام صاحب العمل بهذا ومن ثم يندرج تحت هذا القسم الجنس والحالة الاجتماعية والشهادات العلمية التي يملكها الباحث عن العمل، ولابد من ذكر رقم الهاتف وعنوان البريد الالكتروني وأي طرق ووسائل تواصل ممكنة كالفاكس وغيرها . أما القسم الاخر من السيرة الذاتية فهي الوظائف؛ إذ يجدر بالشخص ان يقدم نبذة عن الوظيفة الحالية التي يقوم بها، ويذكر المكان الذي يعمل به وفترة العمل ان كان قد انتهى من العمل في تلك الوظيفة .
ولابد للباحث عن عمل أن يذكر الدورات التدريبية التي استفاد منها أو شارك بها؛ إذ إنها تثري السيرة الذاتية وتنبئ صاحب العمل عن فاعلية الشخص، وحرصه على صقل شخصيته والاحتكاك بكم أكبر من الناس وعدم المحدودية والعزلة في التفكير والتوجه حيث ان المهارة في تخصص ما أمر مطلوب بلا شك لكن الثقافة واتساع الافق والقدرة على التعامل مع الاخرين بمهارات التواصل الشخصية أمر ضروري في بيئة العمل المفتوحة والمتشابكة مع شرائح مختلفة وطبقات متعددة من الناس . ويفضل ذكر اسم الدورة والجهة المدربة والمسؤولة عنها ومدة الدورة أو تاريخ بدئها وتاريخ انتهائها، ويجدر بالمرء البدء بذكر الدورة الأحدث تاريخا فالأقدم، وأن يركز على ذكر الدورات التي تختص في مجال العمل المتقدم له او تتعلق به من قريب أو بعيد وتثير انتباه صاحب العمل .
أما آخر فرع من فروع السيرة الذاتية فهو الخبرات والمهارات، وفيها يجدر بالمرء ذكر خبراته السابقة وأنشطته التي قام بها، والتي من شأنها أن ترفع كفاءته في عمله وتكفل لصاحب العمل انجاز افضل ومهارة أكثر اتقانا عن غيره ممن لا يملكون الخبرة في نفس المجال، وكذلك لابد له في هذا القسم من ذكر مهاراته الشخصية والضرورية التي يتطلبها عمله؛ إذ إن اتقان عدة لغات بالاضافة الى لغة الأم قراءة وكتابة ومحادثة أمر غاية في الأهمية وفائدة وقد تكون إحدى شروط أصحاب العمل في قبول المتقدم لاسيما إن كانت اللغة المتقنة لغة عالمية سائدة كاللغة الانجليزية مثلا وهناك مهارات أخرى ضرورية يتطلبها العصر ؛ كمهارات استخدام الحاسوب والبرامح الأساسية فيه، ناهيك عن مهارات التواصل مع الآخرين وغيرها من المهارات الشخصية التي تهم أصحاب العمل .
إن ذكر ما لا ضرورة لذكره في السيرة الذاتية أو الاسهاب الشديد فيها واطالتها بحجة إثرائها لا يفيد المطلع عليها أبدا ؛ فالغاية من تقديم السيرة الذاتية هي تقديم المختصر المفيد بشكل موجز بليغ، والتركيز على أهم النقاط التي تهم جهة العمل المقدمة إليها، فصاحب العمل ليس لديه وقت فائض للاطلاع على تفاصيل مطولة لا طائل منها ، وليس لديه سيرة ذاتية واحدة فقط ليطلع عليها، فعشرات الطلبات تنتظره، ومئات المهمات يتوجب عليه انجازها.
