الدكتور صلاح سرور وقضية المعلم الرسالي
قد يتساءل البعض على الفور ماذا تقصد بالمعلم الرسالي هذا ؟
بكل هدوء يمكنني أن أقول أيها الآخوة أن المعلم الرسالي هو كل معلم صاحب رسالة التدريس له رسالة وليس مجرد وظيفة يتحرك بدافع ذاتي معتبرآ مهنته عبادة يؤديها ورسالة يسعى إلى تحقيقها فالمدرسة وعاء يسره الله له ليؤدي هذه الرسالة حتى يرضى عنه الله سبحانة وتعالى ، هذا تعريف ومعنى المعلم الرسالي الحقيقي الذى أجاب به السيد الدكتور صلاح سرور مدير عام مدارس علاء الدين الخاصة حينما أتجهت إليه وسألته السؤال نفسه :
من هو المعلم الرسالي؟ وما هو الفرق بيته وبين أى معلم موجود بمهنة التدريس وهؤلاء كثيرون وما مدى اختلاف المعلم الرسالي عنهم ؟
والحقيقة أن الرجل رحب بإجراء الحديث والمناقشة الخاصة بهذا الموضوع بل على العكس وجدت أنها بالنسبة له قضية يحاول جاهدا أن يرسي دعائمها من خلال عمله كمدير لمدارس علاء الدين وفى نفس الوقت كممثل لأصحاب المدارس بأدارة العمرانية ومنعا للإطالة قدمت له عدة اسئلة حول الموضوع ذاته فكانت إجاباته تنحصر فى الآتي:
- مسيرة المعلم الرسالي القدوة هى مسيرة عطاء على الدوام يبذل كل جهد من أجل تقديم العلم والمعرفة من أجل اعداد بناء هذا الوطن
فهو كالراية الوطنية فما من حضارة إلا وقامت على أكتاف المعلمين فى هذه الأمة التى قامت بها هذه الحضارة.
- المعلم الرسالي لن يستطيع أن يكون كذلك إلا إذا كان معتزا بمهنته بغض النظر عن الماديات ومصلحة الطلبة عنده فوق كل اعتبار لإرضاء الله سبحانة وتعالى أولا وبعيدا عن الربط بين عمله ومشاكله المادية فهو قد قبل القيام بهذا العمل نظير هذا الراتب وعليه ألا يعود بعد ذلك ليتعلل بالتقصبر أن راتبه لايساوي ما يقوم به من جهد ، أليس كذلك ؟
- نعم ، المعلم هو أساس نهضة الأمم لأنه الركيزة الأساسية التي يعتمد عليها في تربية النشىء وتكوين جيل واع مستنير قادر على القيام بأعباء النهضة في كل المجالات ، صاحب رسالة يفني روحه ومهجته ، ويضحي بنظره في سبيل أبناء الوطن ليمضوا إلى الحياة وهم أكثر صلابة وقوة وعزيمة وأكثر شموخا وتحد لكل تحديات الحياة ، إذ تتخرج قوافل الشباب في كل عام من مدارسنا .
- المعلم الحق هو من يجب ألا ينقطع عن طلب العلم ويدرك تماما أن قول لا أدري لا ينقص من قدره أبدا بل على العكس تماما وأن يكون دائما شعاره الآية 114 من سورة طـــــه : وقل رب زدنى علما.
- رسالة إلى كل معلم فى مصر، أيها المعلم إن العملية التعليمية سفينة مشاركة بين أربعة أطراف هى المعلم والمتعلم والكتاب والمنهج التعليمى ولكل منها دوره ولكن يجب أن لا يطغى دور على آخر أما القبطان لهذه السفينة هنا هو المعلم فعليه فى جميع مراحل التعليم أن يراعى سن المتعلم ووضعه النفسى والعقلي وعليه أن يزرع الثقة فى نفس المتعلم أيا كان حتى تتولد فى نفسه قناعة تؤثر فى نفسه وسلوكه فى مراحل حياته كلها وهنا لن ينسى هذا المعلم أبدا.
انتهى الحديث الشيق مع الدكتور صلاح سرور وخرجنا بأهم نقاط الموضوع الذى أرجو أن يستفيد منه كل معلم وغير معلم فهو به مايفيدنا فى حياتنا كلها.