الإنسان ! كلمة فريدة و تعبير عن كائن، عاقل، يعيش على هذه الأرض التي استخلفه خالقه -جل شأنه- فيها، و أمره بإن يعمرها و يسكنها، لكنه كان و ما يزال يبحث و يسعى للخلود، مع علمه بمحدودية عمره، و فناء أرضه و مقر معيشته.
يولد إنسان، فتولد حياة جديدة، فيتدرج بمراحل النمو التي تعقب مراحل نموه داخل رحم الأم، التي لم و لن تستطع الكلمات وعبارات أن تصف حنانها، وصبرها و كذا حبها، لوليدها، و هو الذي يحفظه الله -عز وجل- في رحمها و من قبل أن تعرف ذكراً كان أم أنثى، فتلك وديعة الله تعالى التي فيها سرا ً عظيما ً و معجزة خالدة.
يكبر ذلك الطفل، الضعيف، البسيط، المجبول على الفطرة السليمة، والنقاء القلبي، والبراءة التي لطالما قرنت بالطفولة؛ و ذلك -للإسف- كونها تتلاشى بعد تلك المرحلة الهامة و تذرو كالرياح في جو عاصف، إلا من رحم ربي !. يزداد عمره، ويزداد معه حب فطري يدعوه للتملك، و البقاء سليما ً قدر المستطاع.
الموت الذي هو باب بيت الحياة، يدخله كل إنسان، رغم أنفه، شاء أم أبى، معلناً بذلك، إنتهاء حياة شقاء أو حياة سعادة. لا فرق الآن بينهما، و لكن ما يحير ذلك الإنسان، و ما يصبو إليه هو الخلود.
كيف يموت الإنسان ؟ .. يموت الإنسان بفقده حقه بجريان الدم في عروقه، وفي تنفسه هواء يحييه بمشيئة خالقه العظيم؛ الذي بيده منح الحياة و إنهاؤها، و لكن قد يسأل السائل: لماذا يموت الإنسان ؟ .. و الإجابة تكمن بعكس ذلك؛ أي بالحياة، حيث أن الامور تتضح و ينجلي عنها الغموض بمقارنتها بما يناقضها. فلا بد من اتزان يحفظ الأرض و يقيم ميزان عدلها.الحياة و الموت، ثنائي متلازم، أبد الدهر، حتى يرث الله الأرض و من عليها.