من المعروف أنّ الإنسان مدني بطبعه لايمكن أن يعيش بمعزل عن الآخرين، فأثناء مسيرة حياتنا نتعرّض لسلسلة واسعة من العلاقات الإنسانية المعقّدة التي قد تنشأ منها الصّراعات والأزمات ومن أبرزها الصداقة، فكثيراً ما نتساءل ماهو السّبب الذي يكمن وراء الصّراع وسوء التفاهم، ومن ثمّ يؤدّي بنا إلى فشل هذه العلاقة؟؟
قبل أن نحدّد ذلك لابد من معرفة تعرف على ما هى العلاقة التي سعى الإنسان لها؟؟ العلاقة تتحدد بأن الإنسان بطبيعته مُحب للآخرين يتوفر فيه نزعة حب الإهتمام من قبل الآخرين وحب توجيه إهتمامه تجاه شخص آخر يكون شريك له يعيش ويتفاعل معه بتناغم وسعادة ولكي يحدث هذا التناغم والتفاعل بإيجابية لابد أن تتوافر لدينا المقومات الأساسية لإنجاح هذه العلاقة وهي:
- تحديد الهدف فمن خلاله يجعل علاقتنا واضحة ويضفي عليها المتعة.
- التحلي بأسس العلاقات الإنسانية.(الصبر،الإخلاص، الامانة، العطاء الغير مشروط، الإيثار،الإحتواء..التخلي عن فكرة السيطرة والتملك..)
- الإبتعاد عن النقد وتوجيه تصرفات الآخرين فالكثير منا يقف للآخر موقف الحاكم والجّلاد فتراه ينتقد كل تصرف وقول بقصد توجيه سلوكه وتصرفاته خاصة إذا كانت مخالفة لما يحمله النّاقد فهو يريد كل شخص أن يتصرف بنفس النمط الذي يؤمن به ويسير عليه، وهنا يبدأ الصّراع وسوء التّفاهم فبدلاً من الإحتواء والتعرف على من نتعامل معهم بأسلوب الحوار نتبع ميولنا التلقائية في إخضاع الآخرين لما نريده.
إنّ طبيعة العلاقات ليست مجرد مصطلح نحددها بالصح والخطأ والمقبول والغير مقبول ولوم الآخر ونقده بل تتحدد بالأسلوب الذي ننتقيه في كيفيّة إحتوائنا للآخر وإستيعابه وإلى طريقة الوصول إلى جوهره ومحاكاته بالحوار والتعرف على زوايا المشكلة إن حدثت وحلها بدلاً من اللوم كلّ للآخر والدّفاع كلّ عن فكرته فعلينا أن ننظر إلى الطرف الآخر الذي نتعامل معه بنظرة إيجابية علينا أن نخرج كل ماهو جميل لديه بالأساليب الناجحة.
نحن نتعامل مع إنسان يجتمع فيه الأحلام والمشاعر والأفكار والخُلق وليس آلة نوجهه كما نريد دون الشعور به.