امتاز العرب منذ عصر الجاهلية بالشعر، فاللغة العربية هي أقدر اللغات على نظم الأبيات والقصائد الشعرية المختلفة؛ نظراً للتنوع الكبير والهائل في مفرادتها الجميلة، من هنا كان للعرب إسهاماتهم الشعرية أكثر من غيرهم من الشعوب. يمتاز الشعر العربي بتنوع موضوعاته المختلفة، فهناك شعر في الغزل والحب والعشق، وهناك شعر في حكم الحياة، وهناك شعر في الفلسفة، وهناك العديد من المواضيع الأخرى المتنوعة. هذا التنوّع الكبير في المواضيع الشعرية عمل على إثراء القصائد الشعرية وبشكل غير مسبوق، كما وأدّى إلى انتشاره بشكل لم يتحصَّل عليه أي شعرٍ آخر بأي لغة أخرى. اشتهر في العصر الجاهلي عدد كبير من الشعراء منهم من كان مخضرماً، والشاعر المخضرم هو ذلك الشاعر الذي عاش في عصرين متعاقبين وهما الجاهلية والإسلام، ومن أبرز الشعراء الجاهليين التالية أسماؤهم:
- امرؤ القيس: عاش الشاعر العربي الجاهلي امرؤ القيس في الفترة ما بين العامين 520 من الميلاد إلى 565 من الميلاد، وكان شاعراً ذائع الصيت ولا زال إلى يومنا هذا، وكان هذا الشاعر الفذ من قبيلة كندة. يلقّب امرؤ القيس بذي القروح أو الملك الضليل. كان امرؤ القيس وثني الديانة إلَّا أنه لم يكن متمسكاً كثيراً بهذه الديانة. توفي امرؤ القيس بعد أن تفشّى في جسده مرض يقال أنه الجدري ويقال أنه يشبه الجدري، وتوفي في أنقرة وقبره يقع في تلة هيديرليك.
- زهير بن أبي سلمى: عاش هذا الشاعر بين العامين 502 من الميلاد وبين 609 من الميلاد، وهذا الشاعر هو واحدٌ من أهمِّ الشعراء العرب، وهو أيضاً واحدُ من أهم الشعراء في الجاهلية. كانت وفاة هذا الشاعر الفذ قبل أن يبعث رسول الله محمد –صلى الله عليه وسلم– برسالة الإسلام.
- النابغة الذبياني: يعتبر النابغة الذبياني واحداً من أهمِّ شعراء العرب، في العصر الجاهلي، ولقّب بهذا اللقب لأنّه كان نابغاً في مجال الشعر، كان النابغة الذبياني واحداً من أهم سادات قومه، فقد كان شريفاً وعزيزاً في قومه. توفي النابغة الذبياني في العام 605 من الميلاد.
- طرفة بن العبد: عاش هذا الشاعر العربي الفذ بين العامين 543 من الميلاد و569 من الميلاد، وهو من أبرز شعراء المعلّقات. ينتمي طرفة بن العبد إلى بني قيس بن وائل، وكان قد ولد لأبوين شريفين. توفي هذا طرفة بن العبد وهو شاب في ريعان الشباب، وكان قد توفي مقتولاً بسبب هجائه للملك عمرو بن هند.