اللغة العربية إحدى اللغات التي تحمل قاموساً ثرياً و ضخماً ، و هي إحدى اللغات الشعرية التي مجدت الشعر في العالم و أثرت عليه . و كان العرب قديماً يلجأون إلى الشعر نظراً للطبيعة الصحرواية التي تثير الشجن و الخيال لدى الفرد و تنمي الحس الفني و الإبداعي الأصيل ، و ذخرت الأسواق العربية قديماً بالشعراء الذين كانوا يتبارون في نظم و القاء الأشعار دون ترتيب و تحضير مسبق ، و لذلك تعددت المواضيع التي تناولها الشعر العربي ، و تكون لدينا التراث الذاخر من الشعر الجاهلي العظيم الذي كان و لا يزال مرجع و بداية الطريق للشعراء في العصر الحالي يتعلمون منه أساسيات الشعر العربي و يتعرفون من خلاله على القواعد الأصيلة للشعر التي تطورت مع تطور الزمن و المجتمعات و الثقافة العربية .
مع التطور الذي شهدته الثقافة العربية على مر العصور و تطور الألوان الأدبية و اشكال الإبداع عند العرب تطور الشعر العربي و تطورت معه المقاصد و طرق ووسائل الكتابة و تقنياتها ، فظهرت قواعد الشعر العمودي و ظهرت الأوزان و البحور الشعرية ، و ظهر الشعر الحر و أبدع فيه العديد من الشعراء ، و حاليا الشعر العربي في مرحلة جديدة منذ سنوات مع ظهور ما يعرف بشعر النثر ، الذي يواجه انتقادات عديدة عند جمهور المثقفين ، و لكن له بعض السمات الساسية التي استطاع النقاد تحديدها رغم ذلك .
و لكتابة الشعر باللغة العربية على المرء أن يدرك أنه يحمل فوق كتفيه هذا التراث الشعري الضخم الذي تركه الشعراء الأوائل و حتى وقتنا هذا ، مع الأخذ في الإعتبار محاولات التجديد و التعبير عن المشاعر بصورة لائقة و حديثة تناسب العصر . و لذا هناك بعض النصائح التي يمكننا إيرادها للمهتمين بكتابة الشعر .
- عليك بقراءة التراث الشعري منذ العصر الجاهلي و المرور على الشعراء الكبار و معرفة أهم السمات التي ميزت الشعر العربي على مر العصور ، فبدون معرفة حقيقية بالتراث العربي من الشعر لن يمكنك كتابة قصائد لها قيمة في اللغة .
- تعلم البحور و الأوزان الشعرية و التدريب عليها من أجل القدرة على امتلاك الأدوات اللازمة لكل شاعر من أجل الكتابة ، مع العلم أن الخروج عن القاعدة من أهم مميزات المبدع ، و لكن يجب ان يصاحب ذلك وعي بالقاعدة و استخداماتها .
- التدريب المستمر على الكتابة ، و اتاحة الفرصة للخيال و الكلمات وعبارات للإنسياب طوال الوقت ، فلا يوجد شاعر بدون شعر و إحساس مرهف بالحالات الإنسانية في أدق تفاصيلها .