قصر عابدين أهم المباني المصرية في العصر الحديث والمعاصر يقع في القاهرة عاصمة الجمهورية المصرية العربية وقد أمر ببناء القصر الخديوي إسماعيل بتخطيط هندسي أوروبي جذاب، بدأ بناء القصر في عام 1863 ميلادي ويعود تسميته لعابدين بيك وهو قائد عسكري في زمن محمد علي باشا كان يملك قصراً في مكان بناء السراي الكبير وأشتراه الخديوي من زوجة عابدين بيك وأشترى الأراضي المحيطة به لتشييد القصر الفخم.
حوى القصر عند انشائه على 500 غرفة وقاعة ذات أرضيات من الرخام الملون والمنقوش بالمرمر، الأبواب والنوافذ كانت من الزجاج الملون على غرار القصور البلجيكية ورسمت على الأبواب والنوافذ لوحات ملونة لأشجار وبحار وملائكة وطيور وفي السقف ونقشت نقوش فنية هندسية بارزة ومذهبة تحوي على زخارف عربية وإسلامية وايطالية، السلالم اتسمت بالفخامة وقد فرشت بالسجاد الأحمر الفاخر، التحف واللوحات النادرة من أهم الكنوز التي توجد في القصر ففيه كميات كبيرة من الكنوز والتحف واللوحات الفنية الأصلية التي لا تقدر بثمن ولو يتم عرضها لتم بيعها بالمليارات.
قاعات العرش كثيرة وكبيرة لكن أكبرها قاعة محمد علي التي تعد أفخم القاعات وتحوي أمامها على مسرح يعتبر تحفة فنية في زمانه وقاعة العرش هو ميدان فسيح فيه قاعة عربية وأرضيتها من الباركيه ويكون هنالك باب فاصل بينها وبين قاعة الحرملك التي لا يسمح لأي أحد دخولها، وبعد جناح العرش هنالك جناح الملك المفروش بأفخر أنواع السجاد وفي القاعة عدة غرف مثل غرفة المكتب وغرفة الصالون وحجرة النوم والحمام وبجانبها جناح الملكة الوالدة الملكة نازلي، أما الأجنحة الأخرى فهي جناح الضيوف الأجانب وموجودة في الدور العلوي للقصر وفي الدور السفلي هنالك الصيدلية التي يوجد بها العلاج و دواء والأدوية لجميع الأمراض المكتشف علاجها في ذلك الوقت ويوجد في الدور السفلي حديقة القصر والمطبعة الملكية وإدارتها وتضم أيضاً مكتباً للملك فاروق كان يتناول بها المأكولات الساخنة.
قصر عابدين اكتسب شهرته بسبب بنائه في قلب العاصمة وترك القلاع والأبراج البعيدة التي كان يسكنها الحكام المماليك والأتراك فكانت نقطة تحول ونقلة نوعية في تفكير العامة بالحاكم، وشهد القصر على الكثير من الأحداث التاريخية الهامة في تاريخ مصر الحديث فقد شهد القصر مضاهرات عارمة بقيادة أحمد عرابي أمام القصر في زمن الخديوي توفيق وأضطر في وقتها الخديوي للنزول للسلالم وأمر عرابي بالترجل عن فرسه لكنه رفض، وفي عام 1942 ميلادي شهد القصر تدخلاً مباشراً من البريطانيين في السياسة المصرية حيث أصر السفير البريطاني على تولي مصطفى النحاس لرئاسة الوزراء رغم رفض الملك فاروق لهذا وتقدمت الدبابات البريطانية وخير السفير البريطاني الملك فاروق بتعيين النحاس أو ترك العرش فاختار الملك فاروق الرضخ للبريطانيين وتعيين النحاس رئيساً للوزراء، وفي عام 1954 ميلادي شهد القصر الأزمة المعروفة بأزمة مارس بين محمد نجيب وجمال عبد الناصر بعد قيام الثورة وانتهت بتقديم محمد نجيب لاستقالته في 25 فبراير من العام التالي.