الآثار التاريخيّة
تفنّن الملوك والأمراء منذ قديم الزمان في بناءِ مساكنهم وقصورهم الفخمة لتصبحَ في سنين بعيدة آثاراً تاريخيّة تدلّ على عقبة ملكها ملك من ملوك الزمان، ولو تتبعنا كلّ هذه الآثار لوجدنا فيها جلّ ما في البهرجة والفخامة والحضارة التي وُجدت في ذاك الزمن؛ فكلّهم أرادوا أن يُخلّدوا أنفسهم في قصور ومساكن قد لا يعرفون حتى كلّ مخابئها لمجرّد التفاخر فقط، وعلى الرغم من ذلك فإنّ هذه الآثار ما تنفكّ بعد سنوات تصبح مدرسةً لعلماء الآثار الذين تستهويهم دراسة الحقب بما فيها. في مقالنا هذا سنتعرّف على أحد أهمّ المعالم التاريخيّة الأثريّة التي حاول ملكها أن يدخل التاريخ في بنائه، ألا وهو أكبر قصر في العالم؛ فاين يوجد ويقع هذا القصر؟ وتعرف على ما هى ميّزاته؟
أكبر قصر في العالم
حسب دراسات موسوعة غينيس للأرقام القياسيّة فإنّ أكبر قصرٍ في العالم يوجد في مدينة بوخارست في رومانيا، ألا وهو قصر البرلمان الرومانيّ، والذي يعتبر القصر الأكبر من حيث مبناه. يضمّ أكبر مبنى للمدنيين في الوظائف الإداريّة، وأكبر مبنى إداري، وأثقل المباني في العالم؛ حيث فيه مليون طن من الرخام، بينما بلغت تكلفته أكثر من ملياري جنيه إسترليني.
صُمّم هذا القصر في نظام حكم "تشاوشيسكو" ليكون مقرّاً للسلطة السياسيّة والإداريّة في البلاد، وهذا الحاكم الدكتاتور نيكولاي تشاوشيسكو لقّب القصر ببيت الشعب، كونه تابعاً للحكومة وسياستها، على الرّغم من أنّ كلّ معالم القصر تدلّ على غلبته وسطوته. أمر تشاوشيسكو ببناء القصر بعد زيارته لقصر الرئيس الكوريّ "كيم إل سونغ" وذلك في عام ألف وتسعمئة وسبعين ميلادي، ومّما يجب ذكره أنّه توفي قبل أن يكتمل ويعيش فيه، ليصبح هذا المعلم الأثري فيما بعد رمزاً للديموقراطيّة وذلك بعد انهيار النظام الشيوعيّ في البلاد.
يحتوي هذا القصر على ألف ومئة غرفة، ومرآبين، أحدهما تحت الأرض، والثاني في الطابق الثاني عشر، وفيه أربعة مستويات تحت الأرض متاحة للجمهور والعامّة، بينما هناك أربعة مستويات أخرى ما زالت قيد التنفيذ والإنجار، أمّا المساحة الكليّة التي يوجد فيها القصر فإنّها تصل إلى ثلاثمئة وأربعين ألف مترٍ مربّع؛ أي ما يعادل ثلاثة ملايين وسبعمئة ألف قدم مربعة.
أمّا البناء الهندسيّ والمعماريّ للقصر فإنّه متأثر بالحضارة الرومانيّة بشكل كبير، ويجمع فيه الكثير من العناصر والزخارف الرومانيّة الكلاسيكيّة الحديثة، وقد تمّ استخدام احسن وأفضل أنواع الرخام فيه، وكذلك فإنّ الأضواء والمرايا صُنعت من الكريستال، وتَمّ استخدام احسن وأفضل أنواع البرونز لصُنع الأبواب والنوافذ والثريات، أمّا الخشب فتمّ استخدام الباركيه، وخشب الجوز، وخشب البلوط، والكرز، والقيقب، وقد سرت شائعات بوجود طوابق تحت أرضيّة خُبّئت فيها أسلحة للمضادّات النوويّة.
