تكيس المبايض هو متلازمة صحية تُصيب النساء في فترة سنوات الخصوبة، وهي تؤثر بشكلٍ على قدرة المرأة على الحمل؛ وقد تؤدي في العديد من الحالات إلى العقم لا سمح الله. هذه الحالة تنتُج عن خلل في الهرمونات لدى المرأة، تبدأ بعدم قدرة الجسم على التعامل مع هرمون الأنسولين الذي يُفرِزُه الجسم طبيعياً للقيام بعملية تحويل السكر إلى جلوكوز، وهذا يؤدي إلى أن يقوم الجسم بزيادة إفراز هذا الهرمون بكمية أكبر لتغطية النقص الحاصل لديه، وهذا الارتفاع يؤثر على الجسم حيث يقوم بإنتاج كميات كبيرة من هرمون الذكورة التستوستيرون، وفي هذه الحالة من ارتفاع هرموني الأنسولين و التستوستيرون تحصل زيادة في الوزن دون مبرِّرٍ طبيعي، فتقوم الخلايا الدهنية في الجسم عند حدوث هذه الزيادة في الوزن بإفراز المزيد من هرمون التستوستيرون. إن ارتفاع مستوى هرمون التستوستيرون في الدم والزيادة في الوزن تؤثر على عمل المبايض، فلا تُنتِج البويضات بشكلٍ سليم أو قد تتوقَّف نهائياً عن إنتاجها.
إن هذه الحالة المرضية لها الكثير من العوارض التي تؤثر على المرأة من جميع النواحي؛ سواء جسدياً أو نفسياً، إن ارتفاع نسبة هرمون التستوستيرون في الدم يؤدي إلى ظهور شعر زائد غير مرغوب فيه على أجزاء من جسم المرأة، كأن يظهر في منطقة البطن أو حول حلمات الثدي. أما أكثر العوارض شيوعاً بين النساء فهو الشعور بألم في منطقة أسفل البطن ومنطقة الحوض ومنطقة المِهبل؛ وتختلف شدَّة هذا الألم من امرأة لأخرى نظراً لعوامل عديدة. إن الاضطراب الحاصل في الهرمونات يؤدي إلى حدوث تأخر لعملية الحمل أو عدم القدرة على الحمل في بعض الحالات، وفي الحالات التي تحمل فيها المرأة وهي تعاني من تكيُّس المبايض؛ فيكون الحمل ضعيفاً حيث أن البويضة المخصَّبة نفسها كانت صغيرة وأقل من الحجم الطبيعي، فينزل الحمل خلال الشهرين الأولين من الحمل.
الزيادة الحاصلة في الوزن بسبب الخلل الحاصل في الهرمونات؛ يؤدي إلى زيادة الدهون في الجسم وتحوُّل البشرة إلى دُهنية إذا لم تكن كذلك؛ أو تؤدي إلى زيادة دهنيتها، وهذا يؤدي إلى ظهور حبِّ الشباب أو زيادته على الوجه إذا كان موجوداً. حدوث الخلل في الهرمونات والذي أدَّى إلى حالة تكيُّس المبايض يؤثر بشكلٍ كبير على الدورة الشهرية عند المرأة، فتحدث اضطرابات شديدة ويختلف موعدها وقد تتأخر لبضعة شهور مُحدِثةً تباعد في فترة الدورة الشهرية؛ أو حتى من الممكن أن تؤدي إلى حدوث انقطاعٍ كامل في الدورة الشهرية. زيادة الوزن بسبب هذا الخلل الهرموني، وعادة يكون تركيزها في منطقة الوسط والأرداف والجذع مُسبِّبةً ألماً نفسياً للمرأة نظراً للتغيُّر الغير مرغوب في شكل جسمها وزيادة حجم بعض المناطق والتي قد تُحدِث حرجاً كبيراً لها. في بعض الحالات؛ قد يُصاحب حالة تكيس المبايض حدوث ضغط أو سكري لدى المرأة المُصابة. ويجب التنويه أن هذه العوارض تختلف من امرأة لأخرى حسب طبيعة المرأة؛ وكذلك يلعب السن دورا في ظهور بعض العوارض من عدمه.