تكيس المبايض هو حالة مرضية تُصيب المبيضين أو أحدهما؛ حيث تكون عبارة عن أكياس صغيرة موجودة تحت المبيض. وهي تتكون من بويضات غير ناضجة بسبب عدة عوامل، فيكون المبيض أكثر سماكة من الوضع الطبيعي فتقلُّ استجابته للهرمونات المحفِّزة للمبيض؛ وهذا يؤدي إلى خروج أكثر من بويضة في الشهر الواحد على عكس الوضع الطبيعي وهو خروج بويضة واحدة من مبيض واحد، سواء الأيمن أو الأيسر، وتكون هذه البويضات أصغر حجماً من البويضات الطبيعية. ويوجد في هذه الحالة عدد كبير من البويضات حول وأسفل المبيض تشكِّل ما يُشبه بالأكياس، ومن هُنا أتت التسمية بتكيُّس المبايض. تكيس المبايض حالة تحدث بسبب وجود خلل في الهرمونات في جسم المرأة، وهو ارتفاع نسبة هرمون تستوستيرون – وهو هرمون الذكورة – لدى المرأة مؤثِّراً على هرمون البروجسترون وهو الهرمون الخاص بالتبويض.
وهذه الحالة تؤثر سلباً على المرأة من نواحي صحية ونفسية. من النواحي الصحية؛ يؤثر تكيس المبايض على نزول الدورة الشهرية، حيث أن البويضات تتجمع حول المبيض ولا تنزل إلى الرحم حتى تُخرج دم الدورة الشهرية، فيكون التأثير ونتائج عبارة عن تأخر نزول دم الدورة الشهرية أو تباعد الفترات بين الدورة والتي تليها. وكذلك يؤثر على الإنجاب والتخصيب، حيث أن البويضة تكون أصغر من الوضع المطلوب لإتمام عملية الإخصاب، وحتى إن حصل إخصاب؛ فيكون الحمل ضعيفاً ومُعرَّضاً للنزول خلال الشهرين الأولين من الحمل، كما أن سُمْك المبيض يؤثر على إنتاج البويضة وحجمها، وهذا يؤدي إلى تأخر الحمل؛ وفي بعض الحالات قد يصل إلى العقم. إن الزيادة الكبيرة في هرمون الذكورة التستوستيرون يؤدي إلى كثرة نمو الشعر على جسم المرأة وخصوصاً في منطقة البطن والوجه، وهما منطقتان غير مرغوب وجود الشعر فيهما بالنسبة لأي امرأة. يؤثر تكيُّس المبايض على وزن جسم المرأة، فتبدأ المرأة بالملاحظة بأن وزنها بدأ في الازدياد، على الرغم من أن نظامها الغذائي لم يتأثر ولم يتغيَّر، ولا يمكن تجنُّب هذه الزيادة في الوزن لا عن طريق الألعاب الرياضية ولا الحمية الغذائية، حيث أن سببها هرموني بحت، حيث يقوم الجسم بتخزين الدهون بكميات إضافية بسبب اختلال استهلاك الجسم لهرمون الانسولين.
أما الأضرار النفسية على المرأة بسبب إصابتها بتكيُّس المبايض؛ فتكون على الأغلب بفقدان ثقتها بنفسها أو أنوثتها، وخصوصاً في حالة ظهور الشهر في أماكن عير مرغوب بها، وعلى الأخص إذا ظهر في منطقة الوجه والصدر والبطن، يراودها شعور بأنها أصبحت أقرب إلى الرجولة منها للأنوثة. الزيادة في الوزن تسبب مشكلات نفسية كبيرة للمرأة، حيث أن من أهم مظاهر الجمال عند النساء هو الجسد المتناسق والرشيق. وعند تأخر الانجاب؛ تبدأ المرأة بالشعور بالنقص حيث أنها لا تستطيع أن تؤدي رسالتها في الحياة وأن تُمارس دور الأم، وفي مجتمعنا الشرقي تشعر المرأة بانعدام الأمان لخوفها من أن يتزوَّج زوجها سِواها طلباً للأطفال.