يمر الإنسان بمراحل عمرية متعدّدة أثناء فترة حياته، فيأتي إلى هذه الدنيا رضيعاً ضعيفاً لا يفقه شيئاً من هذه الحياة سوى البكاء، ليدخل بعد ذلك في مرحلة الطفولة وهي من أكثر مراحل الحياة جمالاً ونقاءً، ففيها يبدأ الطفل بتعلّم أشياء جديدة لم يكن يعلمها من قبل، ومن ثمّ ينتقل إلى مرحلة المراهقة والتي تعد من أصعب مراحل حياة الإنسان التي يشعر فيها بالضياع والتشتّت بين طفولته الماضية وشبابه الآتي، ويبقى على هذه الحال إلى أن يستقر في مرحلة الشباب، التي يبدأ فيها بالتفكير جديّاً في حياته والتخطيط لبناء مستقبله، ليضعف جسده بعد ذلك ويصاب بالوهن عند وصوله إلى مرحلة الشيخوخة.
وتُحدِث كل مرحلة من مراحل حياة الإنسان تغييرات كبيرة في نفسيته وبنيته الجسدية، فكلّما تقدّم في العمر حدثت في جسده تغيّرات فيسيولوجية مختلفة، فينمو ويصبح أكثر نضجاً، وبشكل عام فإنّ نمو الإنسان يتوقّف على أربع غدد تمتاز بأهميتها، والتي من مهماتها الإشراف على عملية النمو وتنظيمها، وهي : الغدة الدرقية، الغدة النخامية، الغدة الصعترية، الغدة الجنسية، وعند عمل هذه الغدد بالشكل الصحيح فإن نمو جسم الإنسان يكون سليماً، لكن عند حدوث أي خلل في عملها فإنّ ذلك سيؤثر بشكل سلبي على عملية النمو وبالتالي حدوث مشاكل وعيوب فيها، ومن السمات الملحوظة والتي تنمو مع الإنسان أثناء تقدّمه في العمر هي الطول.
ويعرف طول الإنسان على أنّه المسافة الرأسية بين أسفل قدميه صعوداً إلى أعلى قمة رأسه، ومن المتعارف عليه أنّ الطول يقاس بواسطة النظام المتري، أي باستخدام وحدة السنتيمتر، وعادةً ما يكون متوسط الطول لدى الذكور أكثر منه في الإناث.
وطول الإنسان متفاوت في جميع المراحل العمرية التي يمر بها في حياته، فالطفل الرضيع يكون طوله قليلاً جداً، بحيث يبلغ متوسط طوله 70 سم تقريباً، لكن عند بلوغه سن الـ20 فإنّ قامته ستصبح أطول بأكثر من ثلاثة أضعاف ذلك الطول ليصل متوسّط طوله إلى حوالي 170 سم، لكن الطول لا يستمر بالنمو طوال حياة الإنسان، حيث إنّه يتوقّف عند مرحلة عمريّة معينة، فالإناث يتوقّف نمو الطول لديهن عند بلوغهن سن الـ 17 سنة، أمّا بالنسبة للذكور فإنّ نمو طولهم يتوقّف عند بلوغهم سن الـ 19 سنة -مع زيادة أو نقصان سنة أو سنتين على الأكثر لكلا الطرفين-، وبعد بلوغ سن الأربعين يبدأ طول جسم الإنسان بالانكماش، بحيث ينكمش بمعدل 10 ملم، وذلك بسبب حدوث جفاف في الغضاريف الموجودة في المفاصل والعمود الفقري.