من أقدم الممرّات المائيّة على مستوى العالم هو مضيق هرمز، وذلك بسبب موقعه الجغرافيّ المتوسّط والذي يربط بين دول آسيا الشّرقيّة ودول آسيا الغربيّة، وكان وما يزال معبراً مائيّاً هامّاً للكثير من السّفن التّجارية، وأمّا اليوم فهو معبراً مائيّاً للكثير من ناقلات النّفط الكبيرة، ومُسطّحاً مائيّاً يشهد حركةً يوميّةً لمرور الكثير من سفن الشَحن القادمة من مختلف أنحاء العالم، ويعتبر مضيق هرمز المنفذ البحري الوحيد للدول الخليجيّة التي تقع على بحر العرب والخليج العربي.
موقع مضيق هرمز
يقع مضيق هرمز في الخليج العربي وتُطلِق عليه إيران اسم خليج فارس، ويعتبر مضيق هرمز ممرّ مائيّ ضيق يفصل بين مياه المحيط الهندي، ومياه بحرب العرب، ومياه خليج عُمان، ومن الدّول التي تُشرف على مضيق هرمز هي إيران من الجهة الشّماليّة تحديداً من مدينة بندر عباس، ومن الجهة الجنوبيّة سلطنة عُمان من مدينة راس مسندم، ومضيق هرمز يقع من ضمن المياه الإقليميّة لهاتين الدّولتين، ومن الدّول الأخرى التي تَعتبر مضيق هرمز منفذاً مائيّاً وحيداً لسفنها هي العراق، الكويت، الإمارات، البحرين وقطر، ونذكر أنّ الإمارات تملك عدداً من الجزر التي تقع في مياه هذا المضيق.
مساحة مضيق هرمز
لا بد أن ّمساحة مضيق هرمز مساحةٌ كبيرةٌ لا بأس بها تسمح بمرور عدد كبير من السّفن يوميّاً، ويبلغ طول هذا المضيق حوالي 63كيلومتراً، وعرض المضيق حوالي 50 كيلو متراً أي مسافة 34كيلومتراً من جزيرة لاراك الإيرانية، وتبلغ مساحة مرور ودخول السّفن حوالي 10.5 كيلومتراً، ويبلغ عمق مياه مضيق هرمز ستين متراً فقط، وأمّا مساحة المياه الإقليمة الخارجية للمضيق والتي تنتهي عندها مساحة هذا المضيق تصل إلى حوالي المائة كيلومتراً من جنوب غرب جزيرة قشم إلى شواطئ مدينة كنكان الإيرانية.
أسماء الجزر الواقعة في مضيق هرمز
ما زالت إيران لا تَعترف باسم الخليج العربي بل تُطلق على هذا الخليج اسم الخليج الفارسي، حيث تُشرف عليه من الجهة الشّماليّة والغربيّة للخليج العربي، وتمتلك العديد من الجزر على الخليج العربي ومضيق هرمز، ونذكر هناك عدد من الجزر التي تتنازع عليها إيران مع الإمارات وهي جزر طنب الكبرى، وطنب الصّغرى، وجزيرة أبو موسى، ومن الجزر التي تتبع إلى إيران هي جزيرة لاراك، جزيرة قشم، وجزيرة هرمز التي سُمّي المضيق بهذا الاسم نسبةً إلى هذه الجزيرة وكلها جزر تقع ضمن مياه هذا المضيق.
أهمية وفائدة مضيق هرمز
لعب مضيق هرمز دوراً حيويّاً في العصور القديمة، حيث كان يعتبر معبراً بحريّاً مهمّاً يُسهّل حركة مرور السّفن التّجاريّة القادمة من الهند والصين وتعبر بإتجاه دول أوروبا عبر دول غرب آسيا، ودول شمال إفريقيا، وأبرز أنواع البضائع التّجاريّة التي كانت تحملها السفن هي: تجارة البهارات، تجارة العود والبخور، وتجارة الأقمشة. أمّا اليوم يشكّل مضيق هرمز معبراً حيوياً لتجارة النّفط، ويبلغ عدد السّفن المُحمّلة بالنفط من عشرين إلى ثلاثين سفينة يوميّاً، ولذلك يُلقّب مضيق هرمز بشريان النّفط العالمي.