تتنوع الجغرافيات والطبوغرافيات على سطح اليابسة وفي البحار، فقد نتج هذا التنوع في البحار والمحيطات واليابسة من ناحية الأحجام والمسافات الفاصلة بينها نتيحة لنظرية حركة الصفائح وانزياح القارات وبعض العوامل الجيولوجية كالزلازل و غيرها.
من هنا تكونت بعض النقاط والمناطق الضيقة والتي تفصل بين يابستين متجاورتين أو بين بحرين متجاورين، بحيث تكون هذه النقاط نقطة وصل بين مناطق معينة في العالم، لا يربط بينها طريق بري فتتخد من هذه النقاط وسيلة للتنقل البحري بينها والسريع.
تسمى هذه النقاط والمناطق الضيقة الضيقة مضائق بحرية أو قنوات مائية، فالمضائق البحرية هي الروابط التي تربط بين محيطين متجاورين أو بحرين أو محيط وبحر. نشبت العديد من النزاعات على المناطق المسيطرة على هذه المضائق، إذ تعد هذه المضائق نقاط حساسة لأهميتها التجارية والاقتصادية، فمن يسيطر عليها يضمن موردأً مهماً غير منقطع من موارد الدولة، إذ تستوفى الرسوم عن كل سفينة تمر من هذه المضائق.
من أشهر المضائق البحرية مضيق جبل طارق بين الأطلسي والبحر الأبيض المتوسط، ومضيق تيران الذي يعد مدخلاً لخليج العقبة الأردنية، والبسفور في تركيا والذي يفصل آسيا عن أوروبا، وقناة السويس التي تم حفرها من قبل آلاف المصريين لتربط بين البحر الأحمر والبحر الأبيض المتوسط، وقناة بنما بين الهادي والأطلسي، وبالي الفاصل بين جزيرتي بالي وجاوا، وأخيراً مضيق هرمز أو ما يعرف بمضيق باب السلام والذي يفصل بين بحر العرب عن المحيط الهندي.
مضيق هرمز (مضيق باب السلام):
يقع مضيق هرمز في الخليج العربي، فاصلاً بين إيران و الجزيرة العربية وتحديداً عمان وهو المدخل الوحيد لبعض لدول العربية والخليجية كالكويت وقطر والبحرين إضافةً إلى العراق. وبالتالي ولمَّا كان هذا المضيق يعتبر نقطة محورية وحيوية هامة للنشاطين التجاري والاقتصادي العالميين، فقد تناحرت عليه القوى الاستعامرية منذ القدم، فقد وقع تحت سيطرة البرتغال ثم استحوذت عليه بريطانيا، لما كان يشكله من نقطة عبور إلى شبه القارة الهندية. أما بعد اكتشاف كميات النفط الهائلة في شبه الجزيرة العربية، فقد تضاعفت أهمية وفائدة هذا المضيق، وسعى كلٌّ من الاتحاد السوفياتي سابقاً والولايات المتحدة الامريكية للسيطرة عليه. أما اليوم فإن هذا المضيق يعتبر ممراً تجارياً مفتوحاً أمام كافة السفن التجارية ما دامت هذه السفن لا تشكل خطراً أمنياً على الدول التي تحيط بهذا المضيق.
يتراوح عرض مضيق هرمز بين 35-50 كم، ويحتوي على عدة جزر هي جزيرة هرمز وجزيرة لارك وجزية قشم و جزيرتي طنب الصغرى والكبرى إضافةً لجزيرة أبو موسى.