أجرى العلماء مؤخراً أول رحلة علمية في أعماق مياه البحر الميت المالحة و العكرة، لإكتشاف أن هذا البحر ليس ميتاً كما كنا نعتقد على مدى آلاف السنين، إذ فوجئوا بإكتشاف الحياة في الأعماق، ففي إمكان أي منا العوم والسباحة في البحر الميّت من دون جهد و من دون أن يتعلم السباحة مما جعل من البحر الميت وجهة سياحية شعبية، بينما يعتبر الغوص نشاطا صعبا و خطيرا، قام العلماء من الألمان و الإسرائيليين مؤخراً بإرسال بعثة علمية للغوص في هذه المياه.
باعتباره أملح جسم مائي في العالم يقع في أخفض بقعة على وجه الأرض بين الأردن و إسرائيل و الضفة الغربية الفلسطينية، قام العلماء باكتشاف ينابيع من المياه العذبة و كائنات حية دقيقة لم يتم مشاهدتها من قبل،البعثة اعتبرت تحدياً كبيراً للغواصين، الذين وجدوا من الصعب السباحة نحو الأسفل في هذه المياه المالحة، إذ توجب كل منهم حمل أثقال تصل أوزانها إلى 40 كيلوغراما.
هذا و توجب عليهم كذلك أقنعة كاملة للوجه لمنع المياه من لمس العين، و التي يمكن أن تسبب الألم و قد تقود للعمى، بينما بلع الماء قد يتسبب في تضخم الحنجرة، مما يؤدي إلى الإختناق، حيث عثر أن ينابيع المياه العذبة تخرج من حفر ضخمة في قاع البحر، البعض منها يصل عرضها إلى 13.7 متر و عمقها 18 متر ، مما يخلق مجموعة معقدة من الينابيع التي تنتشر عشرات من الأمتار على طول قاع البحر.
و بينما ملوحة المياه عالية لدرجة أنها لا تسمح للأسماك و حيوانات أخرى بالعيش فيها بينما ارتفاع مستويات المغنيسيوم تمنع البكتيريا من التواجد فيها، تفاجأ العلماء بأن وجدوا كائنات حية دقيقة لم يتم مشاهدتها من قبل بالقرب من الفجوات المتواجدة في القاع، و بينما تنظم الأردن حملات لترشيح البحر الميت كإحدى "عجائب العالم الجديدة"، للأسف البحر الميت يختفي بسرعة هائلة تصل إلى 1 متر في السنة بسبب الاعتقادات بقيام إسرائيل بسحب المياه من نهر الأردن الذي هو المصدر الرئيسي لحياه أصغر بحر على كوكبنا.