تقع بحيرة قارون في الجمهوريّة العربيّة المصريّة في مدينة الفيوم في الصعيد، ويصل عمق بحيرة قارون إلى أربعة عشر كيلو متراً ممّا يجعلها من أعمق البحيرات في العالم، وكانت قديماً بحيرة قارون في زمن الفراعنة تُستخدم كمكان يتم فيه تخزين مياه نهر النيل عند حدوث الفيضانات، وعبر التاريخ وبسبب مرور الزمن فإنّ بحيرة قارون قد أُصيبت بالجفاف ونقص حجمها بشكل كبير، حيث إنّها كانت أوسع من ذلك بكثير وكانت تغطّي مدينة الفيوم بأكملها، وهي تعتبر من أكبر البحيرات الطبيعيّة في الجمهورية العربيّة المصريّة وأقدم بحيرة طبيعيّة في العالم إذ إنّها تعتبر جزء من بحيرة موريس القديمة.
تعتبر بحيرة قارون من البحيرات الطبيعيّة التي تحتوي على أعداد كبيرة من الأسماك، لكن هناك عدة عوامل أثّرت على كميّة وحجم الأسماك في البحيرة، حيث إنّ تراكم أملاح مياه الصرف الصحي في بحيرة قارون من أحد أهم العوامل التي ساعدت على فقدان وخسارة عدد كبير من الأسماك، بالإضالة إلى تأثير ونتائج ارتفاع درجات الحرارة والشمس التي تسبّبت في تبخّر مياه بحيرة قارون، والعمل على تقليص حجمها، وأيضاً قلّة كميّة مياه الفيضان التي تعمل على زيادة الإنتاج لأنّه يوجد بها فوسفات ونترات. وقد سُميت بحيرة قارون قديماً في زمن الفراعنة باسم بحيرة أوزيريس أو البحيرة النقيّة.
أمّا بالنسبة إلى اسم البحيرة في الوقت الحالي وهو بحيرة قارون، فإنّه يعود إلى قصة قارون التي تم ذكرها في القرآن الكريم، حيث إنّه كان قارون من أغنى الناس في زمنه والذي أعطاه الله تعالى المال والكنوز في الزمن الذي بعث الله تعالى فيه سيدنا موسى ليدعوا الناس إلى توحيد الله تعالى والإيمان به وحده لا شريك له، لكنّ قارون لم يقم بالاستجابة إلى دعوة سيدنا موسى عليه السلام وفي أحد الأيام خرج وهو يرتدي الذهب، والأحجار الكريمة، والمجوهرات، والحلي الجميلية والغالية الثمن التي جعلت كل من يراه يتمنى أن يملك مثل ما عند قارون وقال أن هءا المال ليس من فضل أحد بل أنه من علمه والاراضي التي يملكها حيث إنّ الله تعالى قام بخسف قارون والانتقام منه، ويحتمل أنّ بحيرة قارون في الجمهورية العربيّة المصريّة هي المكان الذي خسف به الله تبارك وتعالى قارون بسبب ترفه وتكبّره على النعمة وإنكاره أنّ الله تعالى هو من رزقه بهذا المال الذي كان يقول أنّه ثمرة لجهوده فقط دون ذكر فضل الله تعالى عليه حيث إنّ البعض يقول أنّ أموال قارون ومجوهراته كلها تقع تحت بحيرة قارون ممّا دفع العديدين إلى البحث في البحيرة عنها لكنهم لم يجدوا شيئاً.