تغيرت الحياة وتغيرت ظروفها ، فلم تعد تصرفاتنا كالسابق ولا حتى أسلوب تربيتنا ، فأسلوب التربية القديم التقليدي لم يعد يجدي نفعا مع أطفال اليوم ولم يعد الأسلوب الناجح لتربية طفل وبناء حياته. فحياتنا في السابق كانت بسيطة عفوية خالية من أي نوع من التكنولوجيا الحديثة والتقدم الذي فتح الحياة على الغرب وعرفنا بتصرفاتهم وأسلوب حياتهم.
فمن ذلك اليوم تغيرت الحياة وتغير أسلوب تعامل أطفالنا الصغار معنا ، لم يعد كسابقه لأنهم رأوا كيف يتصرف الآخرون أو بالأصح رأوا أسلوب حياة آخر يختلف تماما عن أسلوب حياتنا بديانة تختلف عن ديانتا ومجتمع عاداته و تقاليده لا تمت بأي صلة لعاداتنا وتقاليدنا ، فهذا ما غير صغارنا البريئين. الذين كانوا لا يعلمون شيئا في الحياة سوى ما نعلمهم نحن و نفهمهم ، والآن نرى العكس تماما فالأطفال اصبحوا أكثر فهما منا وأصبحوا هم من يعلموننا الكثير من الأمور والأشياء التي نذهل بسماعها.
لذا سيدتي الأم ، تجنبي استخدام أسلوب النهي والأمر الصارم مع أطفالك الصغار لتحصلي على طاعتهم أو لتجعلي تربيتهم سليمة و قويمة ، تناسي هذا الأسلوب تماما لأنه لم يعد يجدي نفعا بعد هذا التقدم والتطور الذي يعيشه العالم.
إذا اردت أن تحصلي على طاعة إبنك لك ، فعليك العلم أن هذا ليس بالأمر السهل البسيط الذي تستطيعين تحقيه في يوم وليلة ، بل بالعكس هذا الأمر يحتاج إلى تدريب وترويض منذ أول لحظة يبدأ فيها طفلك بالإستيعاب وفهم ما يدور حوله.
أهم أمر واحسن وأفضل طريقة لتحصلي على غايتك هي الصداقة ، الكثير يتساءل ما علاقة الصداقة في هذا الأمر ، الصداقة هي أساس إنجاح علاقة كل أم بطفلها ، اترك أسلوب الأمر والنهي والصرامة والأوامر واتبعي أسلوب الحب المتبادل ، الصداقة بينك وبين طفلك ، عامليه كصديق لك تتحدثي معه وتمزحي معه و تلعبي معه ، وتستمعي بقضاء وقتك معه ، فهذا كله سيبني احترام طفلك لك وسماعه لكلامك كصديقة تحبيه وليس كأم تأمريه.
حاولي قضاء أكبر مدة من الوقت مع طفلك ، حتى لو كنت امرأة عاملة ، حاولي تفريغ نفسك لتستمعي لإبنك ولتفهمي حاجاته ومشاكله وتعرفي شخصيته ولكي يشعر بوجودك قريبه وبحنانك وعطفك عليه ، هذا ايضا يبني لدى طفلك شعور بالراحة غير أنه سيقتنع من صغره بأن أمه دائما بجانبه ودائما معه ولا تفارقه ، فأقل حقوقها عليه أن يطيع كلامها ويسمعه.
كذلك حاولي دائما استشارة طفلك في أقل الأمور في حياتك ، وعند تحضير الطعام خذي رأيه وعند شراء أي جديد خذي رأيه وحتى في القرارات العائلية للخاص. بالكبار حاولي اشراكه في الأمر ، كل هذا يساهم في شعور طفلك بأن له شخصية وأنه مرغوب وأن أوامرك ليست بالأوامر بل هي مجرد نصيحة محبه وخوف من صديقة لك تخاف عليه وتريد الاحسن وأفضل لك.
احذري مقارنة ابنك بأي طفل كان ، بل ربيه على أنه هو نفسه ، لا أحد مثله ولا أحد احسن وأفضل منه ، وذلك ليشعر بمحبتك الصادقة له ، فمجرد مقارنتك لطفلك بغيره يخلق لديه نوع من الحقد والكره والبغض ، ولن يسمع كلامك بعد ذلك وان يطيعك.
عزيزي الأم ، تخلي عن كل ما يقلق طفلك ويثير ازعاجه ، وحاولي أن تتقربي إلى قلبه وكوني له صديقة لتنجح علاقتك به ويطيعك متى شئت.