(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) (183) سورة البقرة
الصيام
هو الإمساك؛ أي إمساك الشخص عن الكلام، أو الطعام فلم يتكلم، ولم يأكل، فإنه يقال له في اللغة: صائم، ومن ذلك قول القران: (إني نذرت للرحمن صوماً) أي صمتاً وإمساكاً عن الكلام، وأما معناه في اصطلاح الشرع فهو الإمساك عن المفطرات يوماً كاملاً، من طلوع الفجر الصادق، إلى غروب الشمس، بالشروط التي وضعها الفقهاء وهذا التعريف ومعنى متفق عليه بين الحنفية؛ والحنابلة، أما المالكية والشافعية فإنهم يزيدون في اخره كلمة "بنيّة" فالنية محل خلاف.
فُرِضَ الصيام
قال تعالى: (فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ) البقرة: (185) فرض صوم رمضان في شهر شعبان من السنة الثانية من هجرة الرسول إلى المدينة، وفي رواية للنسائي، أن رسول الله قال: "إن الله فرض صيام رمضان، وسننت لكم قيامه، فمن صامه وقامه إيماناً واحتساباً خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه".
يبدأ صيام شهر رمضان بتحري القمر من شخص عدل ويكفي إخبار القاضي بذلك.روي عن ابن عمر قَالَ: ( تَرَاءَى النَّاسُ الْهِلالَ فَأَخْبَرْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنِّي رَأَيْتُهُ فَصَامَهُ وَأَمَرَ النَّاسَ بِصِيَامِهِ ) [أخرجه أبو داود والدارمي].، أو بإكمال عدة شهر شعبان ثلاثين يوماً لأن الشهر لا يزيد عن ثلاثين لما روي عن ابن عمر رضي اللَّهُ عَنْهُمَا عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: (إِنَّا أُمَّةٌ أُمِّيَّةٌ لا نَكْتُبُ ولا نَحْسُبُ الشَّهْرُ هَكَذَا وَهَكَذَا يَعْنِي مَرَّةً تِسْعَةً وَعِشْرِينَ وَمَرَّةً ثَلاثِينَ).يبدأ الصيام من طلوع الفجر، والإفطار عند غروب الشمس، الأن مع تقدم التكنولوجيا، قاموا بتحديد لحظة الغروب لحظياً مثلما ترى في الإمساكية وعندها يؤذن المؤذن للفجر أو للمغرب فالإفطار عند قول الله أكبر الله أكبر في أذان المغرب.
الصائم يرتبط بالمكان الموجود فيه، بمعنى مراعاة فروق التوقيت، فتقوم بالأفطار مع أذان المؤذن بالمسجد الذي بجوارك وليس الذي بالراديو أو بالتلفزيون.. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا تزال أمتي بخير ما أخروا السحور وعجلوا الفطور).
أركان الصيام
أركان الصيام عند الحنفية والحنابلة ركن واحد وهو الإمساك عن المفطرات.. المالكية: اختلفوا، فقال بعضهم: إن للصيام ركنين: أحدهما: الإمساك، ثانيهما: النية، ورجح بعضهم أن النية شرط.
شروط الصوم
المذهب الشافعي
- شروط الوجوب:
- البلوغ.
- الإسلام.
- العقل.
- شروط الصحة:
- الإسلام حال الصيام.
- التمييز
- خلو الصائم من الحيض والنفاس والولادة وقت الصوم.
- أن يكون الوقت قابلاً للصوم.
المذهب الحنفي
- شروط الوجوب:
- الإسلام.
- العقل.
- البلوغ.
- شروط وجوب الأداء:
- الصحة.
- الإقامة.
- شروط صحة الأداء:
- الطهارة من الحيض والنفاس.
- النية؛ لا يصح الصوم إلا بالنية.
المذهب المالكي
- شروط وجوب فقط:
- البلوغ.
- القدرة على الصوم.
- شروط الصحة فقط:
- الإسلام.
- الزمان القابل للصوم.
- النية.
- شروط وجوب وصحة معاً:
- العقل.
- النقاء من دم الحيض والنفاس.
- دخول شهر رمضان.
المذهب الحنبلي
- شروط الوجوب فقط:
- الإسلام.
- البلوغ.
- القدرة على الصوم.
- شروط الصحة فقط:
- النية.
- انقطاع دم الحيض.
- انقطاع دم النفاس.
- شروط الوجوب والصحة معاً:
- الإسلام.
- العقل.
- التمييز.
مبطلات الصيام
بطل الصيام إذا قام المسلم أو المسلمة بأي من:
- الاكل.
- الشرب.
- الجماع.
- مايقوم مقام الاكل والشرب مثل الابر المغذية.
- انزال المني بشهوة بفعل الإنسان.
- القيء العمد.
- الحجامة.
- خروج دم الحيض أو النفاس.
الأعذار المبيحة للإفطار
هناك بعض الأعذار تبيح الفطر في رمضان على أن يقوم المفطر بالقضاء؛ أي أن يصوم بدلاً من الأيام التي فطرها، ويجب عليه إنهاؤها قبل حلول رمضان الثاني. لا يشترط أن يصومها متصلة بل يجوز له أن يفرقها، فإذا حل عليه رمضان الثاني قبل إتمامها فيكون عليه الفدية وهي إطعام مسكين عن كل يوم أفطره والفدية مقدارها وجبتين كاملتين من أوسط ما يأكله ويجوز إعطائه للمسكين قيمتها. فيما يلي الأعذار المبيحة للفطر:
- المرض: إذا لحق بالصائم مرض شديد أو خاف من زيادة مرضه إذا صام سواء بتفاقم المرض أو زيادة مدته؛ فيكون له أن يفطر، ويحدد هذا الأمر الطبيب.
- السفر: لمسافة لا تقل عن 84 كم، فإذا تضرر المسافر من الصيام فله أن يفطر.
- الحيض والنفاس.
- الرضاعة والحمل: إذا كان الصوم يضر بالحامل أو المرضع أو الطفل فلها أن تفطر أيضاً على أن تقضي أو تخرج الفدية كما أسلفنا البيان.
- كبر السن: إذا لم يطق العجوز الصيام أو لحق به مشقة فله أن يفطر ويخرج الفدية.
- العمل الشاق: للصائم الذي لا يجد سبيلاً آخر للرزق مثل الفعلة أو عمال المناجم له أن يفطر ولكن عليه الفدية.
والله الموفق.