شرع الله الزواج لخلق الطمأنينة والسكينة بين شريكي الحياة، وقد وضع لذلك حقوقاً وواجبات على الزوجين الإلتزام بها للحصول على حياة هادئة ومستقرّة. وقد كان الهدف الأساس من الزواج في الإسلام إنجاب الأولاد وتربيتهم تربية صالحة، وإنشائهم نشأة مسلمة ليكونوا عباداً صالحين لربّهم ولمجتمهم. وقد سنّ الرسول "صلّى الله عليه وسلّم" سنناً يحبّب أن نلتزم بها عندما يأتينا مولود جديد.
على الزّوج إختيار الزوجة الصالحة التي ترّبي أولادك على الصلاح وحسن العبادة، لتكون الأمّ بمثابة التربة الخصبة في إنشاء شجرة عائلة صالحة. وعلى الزوجة كذلك أن تكون حريصة في إختيار ربّ بيتها ومسؤوله. الأولاد هبة من الله، ونعمة لا بدّ أن نشكر الله جلّ وعلا عليها، فمن السنّة الأولى أن نحمد الله سبحانه وتعالى على هذه النعمة، سواء أكان المولود والموهوب ولداً أو أنثى.
عند الولادة وإنجاب الطفل، عليك أوّلاً أن تحرص على التأذين في أذن المولود، وذلك لأنّ الرسول "صلّى الله عليه وسلّم" فعل ذلك، فقد أذّن في أذن حفيده الحسن بن علي حين ولدته فاطمة رضي الله عنها. ويكون التأذين أيضاً لتكون شعائر الإسلام وكلمات وعبارات التوحيد أوّل ما يسمعه المولود في حياته، وحتّى يصل أثر التأذين لقلبه ويشعر به.
ومن السنن الأخرى المحبّبة أيضاّ إستحباب تحنيك المولود بتمرة، والتحنيك يكون بمضغ التمرة وتدليك حنك المولود بها، وذلك بوضع جزء من التمر الممضوغ على الأصبع، ثمّ تدليك الحنك بها؛ والحكمة من هذه السنّة تقوية وتنمية عضلات الفم والفكّين.
ومن السنن الأخرى أيضاً إختيار إسم حسن وجميل للمولود، والبعد عن الأسماء المحرّمة والغير مستحبّة. فمن حقّ الولد على أهله أن يختاروا له اسماً جميلاً، لأنّ للإنسان نصيب من اسمه. ومن الأسماء المستحبّة عبد الله، وعبد الرحمن، وعبد العزيز، وعبد الكريم، وعبد الملك، وكلّ الأسماء الأخرى المقترنة بأسماء الله عزّ وجلّ. كما أنّ أسماء الأنبياء والرّسل والصالحين وأسماء الصحابة من الأسماء المستحبّة. كما ويستحبّ كذلك أن يكون الإسم عربيّاً وليس أعجميّاٌ، أون يكون حسن المعنى والمبنى. في المقابل؛ هناك أسماء لا يستحب أن يكنّى الأولاد بها، كأن تكون مقترنة بغير إسم الله عزّ وجلّ، كاسم عبد الرّسول ، وعبد الحسن، أو أن يكون الاسم أعجميّاً مثل ديانا، أو جورج، أو ديفيد، ... إلخ. ولا يستحبّ التسمية بأسماء الإله القديمة والإصنام، أو الأسماء السيّئة في المعنى والمبنى.
ومن السنن التي يستحبّ أن يقوم بها الوالدين قيامهم بعمل عقيقة عن المولود، حيث تذبح شاتان للمولود الذكر، وشاة واحدة للمولودة الأنثى. كما ويستحبّ طبخها وإطعام النّاس منها. وكذلك من السنن الأخرى أيضاً حرص الوالدين على الختان. والختان واجب للذكور، ومستحبّ للإناث، بينما هناك أقوال أخرى لبعض العلماء بالنسبة لختان الإناث. حيث أنّ الختان من خصال الفطرة، وعلامة يتميّز بها المسلم عن غيره، والختان يجلب النظافة، ويعدّل الشهوة، ويقي المسلم من الإصابة ببعض الأمراض.
