اليتيم هو من فقد أبوه في صغره قبل أن يعي ويكبر ويبلغ الحلم، ولكن هذا المعنى هو معنى يحصر اليتيم وحقوق اليتيم بحالة واحدة، أما إذا أردنا التعريف ومعنى العام والأوسع والاكثر إنسانية، وهذا التعريف ومعنى العام والأوسع قد يشمل اللقيط ومن توفي أبوه وأمه ومن شرد بسبب ظروف الحياة وقسوة الأيام عليه وظلم ذوي القربة له ممن انتهكوا حرمة طفولته البريئة، فقذفوا به بين تيارات الظلم والعنف والجور، والتجارة غير المشروعة، كل هذه الحالات يجب أن توضع ضمن مفهوم وتعريف ومعنى اليتيم إذا أردنا أن يعم الخير والفائدة في مجتمعاتنا وإذا أردنا أيضاً إظهار الرحمة والعطف والحنو في مجتمعاتنا، التي وللأسف الشديد تتقهقر إلى الخلف رويداً رويداً، فالحب والتسامح الذي كان متواجداً في السابق بدأ يتراجع إلى الخلف بسبب ما تشهده الساحات العربية من صراعات دموية استنزفت هذا المخزون العاطفي الكبير الذي تحظى به القلوب العربية.
من أهم حقوق هذه الفئة من الأطفال سواء من فقد والداه أو أحدهما أو ممن ولد وهو لا يعرف أباه أو أمه أو غيرهم ممن جارت عليهم الدنيا، من أهم حقوقهم وهو الحق الأساسي أن تتم تربيتهم في بيئة صالحة ليس فيهافساد، ومن أبرز سمات هذه البيئة أنها يجب أن توفر لهم الحب والحنان والبيئة النظيفة التي لا يدخل إليها سواد القلوب و أمراض النفوس والتي تحتوي أيضاً على الأجواء الأسرية الصالحة التي تنتج مجتمعاً نظيفاً قادراً على بناء المستقبل الجميل.
إضافة إلى البيئة الأسرية، فيجب أيضاً أن يتم الإعتناء صحياً بهم وحمايتهم من المخاطر التي تهددهم وخصوصاً ممن يحاولون استغلالهم الإستغلالات البشعة كالإستغلال الجنسي أو في توريطهم في الأعمال غير المشروعة كتجارة المخدرات وغيرها. ومن أهم حقوقهم أن يتلقوا التعليم المناسب الذي يخرج منهم أناساً صالحين قادرين على خدمة بلدانهم في كافة المجالات المختلفة. ومن أهم جوانب الإهتمام بهم أيضاً حماية أموالهم وتنميتها وعدم التعرض لها بالسرقة أو الإهمال فهي أموال محرمة على البشر، يجب أن توضع بين الأيدي الأمينة التي تصونها وترعاها، حتى يجدوها سنداً لهم عندما يكبرون ويكونون في حاجة إليها. إلى جانب ذلك يجب عدم التعرض لهم بأنواع الإهانة المختلفة كالكلام البذيء والشتائم أو الضرب وغيرها من أنواع الإهانة.
هذه الحقوق هي أقل الحقوق التي التي يجب أن تمنح لهؤلاء الأطفال الذين يعانون من ظروف خاصة فرضتها عليهم الدنيا، ويجب لفت النظر أيضاً إلى ضرورة الرقابة على مراكز الأيتام ووضع القوانين الصارمة لحماية هؤلاء الأطفال من أصحاب النفوس الضعيفة.
