شرّع الله الزواج ؛ ليكون عصمةً للمرأة والرجل ، وليكون سكناً لهم وألفةً ومودّة ، والزواج هو رباطٌ مقدّس ينبغي احترامه والوقوف اجلالاً أمام هذه العلاقة التي أوجدها الله عزّ وجلّ لتُحاكي الفطرة ، وتنتشر الذريّة ويُحفَظ النسل.
وقانون العلاقة الزوجيّة قانونٌ فيه من الحقوق والواجبات لِكلا الزوجين ينبغي عليهما الإلتزام به واحترامه ، فلكلِّ واحدٍ منهما حقوق وعليه واجبات ، ونريد أن نسلّط الضوء في هذا المقال على أهمّ الحقوق التي للزوج على زوجته ، وما فيها من الواجبات التي ينبغي على الزوجة القيام بها تجاه زوجها.
من أهمّ حقوق الزوج على زوجته أن تُطيعه إذا أمرها في أمرٍ ليس فيه معصيةٌ لله عزّ وجلّ، وعليها أن تكون ليّنةً معه في الكلام ، وكلّ ذلك من الأمور المحبّبة لدى الرجل ، والتي تزيد رصيد المحبّة لدى الرجل تجاه زوجته ، فكما قالت الأعرابيّة لإبنتها حين أرادت زفافها إلى زوجها : " كوني لهُ أمَةً ، يَكُن لكِ عبداً " ، وهذه النصيحة من أمٍّ حكيمة ، فكلّما تودّدت المرأة لزوجها حصلَ لها من النفع العظيم وزادت قيمتها واحترامها لدى زوجها ، وألان هو أيضاً جانبه لزوجته ، وأطاعها فيما تطلبه من أمرها.
كما أنّ من حقوق الزوج على زوجته أن تُجيبه زوجته إلى نفسها ولا تمتنع عليه ، بل من حقّهما أيضاً أن يستمتعا فيما شرعه الله لهما من الأمر ، فلا يحقّ لإمرأةٍ تؤمن بالله ورسوله أن تمتنع عن فِراش زوجها بغير عُذر ، لأنّ ذلك من أبواب الضرر الذي قد يلحق بالزوج .
ومن حقوق الزوج على زوجته ، أن تستأذن منه حين خروجها وقدومها ، فلا يحقّ لها أن تخرج من بيته دون إذنه لأنّه وليّها والقائم على أمرها.
ومن حقوق الزوج أيضاً على زوجته أن لا تُدخِلَ بيتَهُ أحدا يكرهه ، وأن لا تسمح لأحدٍ أمَر به الزوج أن لا يدخل البيت فتسمح له بالدخول ، لذا وجَبَ على الزوجة أن تُطيع زوجها في هذا الخصوص .
كما أنّ من حقوق الزوج أن تقوم زوجته بأعمال البيت ، ولا نقول بذلك أن لا يعمل الرجل في خدمة بيته ، بل إنّ النبيّ صلّى الله عليه وسلّم جعل فاطمة رضيَ الله عنها ، تعمل في بيتها ، ولَم يُعطِها خادماً حين سألته ذلك ، وبالمقابل أيضاً كان عليّ رضيَ الله عنه يقوم بخدمة أهله وفي بيته .
ولا ننسى أنّ حُسنَ تبعّل المرأة لزوجها والقيام على أمره هي من المقرّبات إلى الله ، والرافعة في الدرجات، وباب من أبواب الحسنات ومضاعفة الأجر.
