الحروب العالميّة هي الحروب التي أثّرت على معظم دول العالم الكبرى منها والصغرى، حيث يصل تأثيرها في مختلف قارّات العالم واستمرّت لسنين عدّة. وقد شهد العالم في القرن العشرين حربين عالميتين: وهي الحرب العالميّة الأولى والتي امتدّت أربع سنوات (1914م - 1918م)، والحرب العالميّة الثانية والتي استمرّت سبع سنوات (1939م - 1945م).
الحرب العالميّة الثانية هي الحرب الثانية التي امتّدت في كلّ أنحاء العالم، وهو صراع دمويّ ومدمّر كانت بدايته في الأوّل من أيلول عام 1939م في أوروبا، أمّا نهايته فكانت في الثّاني من أيلول عام 1945م. أمّا السبب المباشر للحرب العالمية الثّانية فهو يتمثل في الهجوم النازيّ الألمانيّ على بولندا بسبب رغبة ألمانيا في توسيع مجال سيطرتها في أوروبا الشرقيّة، وتعويض هزيمتها وخسارتها في الحرب العالميّة الأولى. ممّا حدا بالإمبراطوريتين الفرنسيّة والبريطانيّة إلى الإعلان الحرب على ألمانيا.
ومن هنا فقد كانت الحرب العالمية الثانية بين حلفين أساسيين، وهما: دول المحور (ألمانيا واليابان وإيطاليا) والدّول الحلفاء (بريطانيا وفرنسا وأمريكا). وتعدّ الحرب العالميّة الثّانية من أكثر الحروب البشريّة دمويّة وإراقة للدماء، حيث كانت رقتعها واسعة تمتد لكلّ دول العالم، وحصلت فيها الكثير من المعارك، وشارك فيها عدد خياليّ من الجنود، وتسبّب بأعداد وفيّات هائلة.
أمّا الما هى اسباب الغير مباشر للحرب فتعتبر هزيمة ألمانيا في الحرب العالميّة الأولى وفرض معاهدات ظالمة لها، حيث خسرت الكثير من الأراضي والدّول التي استعمرتها، وتنازلت عن الكثير من حقوقها، وفرضت عليها قوانين صارمة. كما أنّ وجود الأنظمة الدكتاتوريّة التي ظهرت في بعض الدّول ساهمت في ذلك. ومن ما هى اسباب حدوث الحرب أيضاً حدوث الأزمة الإقتصاديّة العالميّة عام 1929م، وحدوث مواجهات غير مباشرة بين الأنظمة الدكتاتوريّة والديموقراطيّة من أجل إيجاد أسواق خارجيّة دوليّة وتوسيع ممتلكاتها في المستعمرات. إضافة إلى عجز "عصبة الأمم المتحدة" التي تمّ تأسيسها عقب إنتهاء الحرب العالمية الأولى، وعدم قدرتها على فرض السلام ومنع التسلّح والتحالفات المخالفة.
وقد خلّفت الحرب العالميّة الثانية آثاراً كبيرة وواسعة على كلّ مستوى العالم، واستمرّ تأثيرها لسنين طوال. ومن نتائج هذه الحرب وقوع الملايين من القتلى أو ما يتجاوز الخمسة وخمسون مليون قتيل، وقد كان أغلب القتلى من دول المحور (ألمانيا، والإتحاد السوفياتي، والصّين، واليابان)، إضافة إلى تضرّر كبير في القطاعات الإقتصاديّة والمدنيّة، وهذا أثّر على اقتصاد العالم سواء في الزراعة، أو الصناعة، أو النقل، وغيره، ووقوع خسائر ماديّة لا تعدّ ولا تحصى، سواء في المباني السكنيّة والصناعيّة، أو شبكات المواصلات، أو الأراضي الزراعيّة.
أمّا بالنسبة للتأثيرات السياسيّة فقد كانت كبيرة، وأدّت لتغيير كبير في الخريطة السياسيّة العالميّة، حيث قسّمت ألمانيا بعد إنتهاء الحرب إلى ألمانيّا الغربيّة وألمانيا الشرقيّة. وقد تمّ تأسيس الإتحاد السوفياتي في أوروبا الشرقيّة، والتي كانت ندّاً قويّاً للولايات المتحدة الأمريكيّة فيما بعد، وقد كانت بينهم ما تسمّى "الحرب الباردة". وعلى إثر هذه الحرب تمّ حلّ عصبة الأمم، وتأسيس هيئة الأمم المتحدة بدلاً منها عام 1945م، لحفظ السلام والتعاون الدوليين.