خلق الله تعالى الإنسان على وجه الأرض من أجل إعمارها وعيش الحياة الكريمة فيها، ولكن نظرا لوجود الشيطان الذي تعهد بإضلال البشر فإنه يبذل كل جهده من أجل إثارة المشاكل وعيوب التي توصل إلى الحروب التي تدر على البشرية الدمار والخسائر، وغالبا ما تنتهي هذه الحروب بضياع الكثير من الحضارة الإنسانية، ومن هذه الحروب المدمرة الحرب العالمية الثانية.
بدأت الحرب العالمية الثانية عام 1939 للميلاد وانتهت عام 1945 للميلاد، أي استمرت لمدة ستة سنوات، حيث دارت هذه الحرب بين دول متعددة من العالم على شكل حلفين عظيمين ضد بعضهما وكل حلف ضم دول مختلفة، وهذان الحلفان هما دول الحلفاء ودول المحور؛ حيث ضمت دول الحلفاء كل من بريطانيا وفرنسا والصين ثم انضمت الولايات المتحدة الأمريكية ثم الإتحاد السوفييتي إنضم إليهم، ودول المحور تضم ألمانيا وايطاليا واليابان وانضمت إليها لاحقا النمسا ورومانيا.
وقد بدأت شرارة الحرب بعد فرض دول الحلفاء بعد الحرب العالمية الأولى في معاهدة فرساي الكثير من البنود المجحفة في حق دول المحور التي خسرت الحرب أمامها وخاصة دولة ألمانيا، حيث إن هذه العقوبات سببت لها الفرقة وتمزيق وحدتها الوطنية والخسائر المادية الكبيرة والتخلي عن مساحات شاسعة من أراضيها، وبسبب الأزمة الإفتصادية في تلك الفترة قامت العديد من الأنظمة النازية والفاشية، وعندما وصل هتلر النازي إلى حكم أمانيا عمل على التخلص بالتدريج من بنود معاهدة فرساي التي فرضت على ألمانيا حيث قام بإلزام التجنيد وزيادة التسليح، وفي المقابل قامت الحكومات الفاشية في مختلف المناطق بتطبيق سياسات عدائية خارجية للإستيلاء على بعض المناطق مثل قيام ايطاليا بغزو أثيوبيا وقيام دولة اليابان بغزو مناطق من الصين وتعدي ألمانيا على مناطق من النمسا وبولونيا.
وقد بدأت الحرب عندما قامت ألمانيا بمهاجمة بولندا وعندها ردت عليها فرنسا والولايات المتحدة بإعلان الحرب عليها، ثم تلتها بعض الدول مثل استراليا وكندا، واستمرت الحرب على شكل حصار اقتصادي من دول ال على ألمانيا مما دفع الأخيرة بمهاجمة السفن التي تبحر في المحيط الأطلسي، كما أنه في نفس الفترة قام الإتحاد السوفييتي بمهاجة بولندا من الشرق، بعد استسلام بولندا لألمانيا، حاولت ألمانيا عقد معاهدة مع بريطانيا وفرنسا ولكن بريطانيا رفضت المعاهدة.
ثم قام الإتحاد السوفييتي بمهاجمة فلنندا عام 1940 للميلاد لضم أراضيه إلى الإتحاد كما عمل مع جمهوريات البطليق، ولكنه لم يستطع السيطرة عليها، وبعدها استكملت ألمانيا في مطامعها من أجل السيطرة على مناطق أخرى مثل الدنمارك والنروج في عام 1940 للميلاد ثم مهاجمة فرنسا، وتوالت الحروب بين الدول لنهاية عام 1945 للميلاد.
وقد نتج عن هذه الحرب الدمار الشامل واستخدام الولايات المتحدة للقنبلة الذرية على ناجازاكي ومدينة طوكيو، ونتج عنه انتشار الفقر والبطالة والأمراض.