يطلق عليها غزوة ( بدر الأولى ) ، و سفوان هو وادٍ قريب من بدر.
بعد قدوم النبي صلى الله عليه وسلم من غزوة ( العشيرة ) ، أقام في المدينة عشرة ليالي ليخرج بعدها غازياً خلف ( كرز بن جابر الفهري ) قبل إسلامه ، خرج النبي في طلبه لإغارة الفهري على مواشي المدينة ، تعقبه الرسول حتى بلغ وادي سفوان ، ولم يدركه ، وكان النبي قد استخلف على المدينة ( زيد بن حارثة ) حمل اللواء الأبيض علي بن أبي طالب ، وعاد بعدها النبي إلى المدينة وأقام فيها ثلاثة أشهر هي جمادى ورجب وشعبان .
وكرز بن جابر الفهري ، هو أحد صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، أعلن إسلامه بعد الهجرة النبوية الشريفة ، وهو من خرج الرسول في طلبه بعد غزوه على سرح المدينة ، حتى وصل إلى وادي سفوان ، فأطلق عليها غزوة بدر الأولى ، ولأن كراز قد أسلم وحسن إسلامه فيما بعد ، ولاه النبي عليه السلام قيادة الجيش ، لتتبع أثر ( العرنيين ) ، لقيامهم بقتل راعية في سرية الفهري ، توفي أو أستشهد كرز في السنة الثامنة للهجرة وتحديداً يوم فتح مكة .
وغزوة العشيرة التي سبقت غزوة بدر الأولى ( سفوان ) ، حدثت في ينبع ، حيث قام الرسول صلى الله عليه وسلم مائة وخمسين راكباً حتى بلغ ينبع في جمادى الأولى ، وأقام هناك ما تبقى من الشهر ، وعدة ليالٍ من جمادى الآخرة لتتبع أثر قريش ، وكان قد استخلف على المدينة ( أبا سلمة بن عبد الأسدي ) ، وعاد الرسول إلى المدينة أيضا دون قتال ، كما حدث له لاحقاً في غزوة بدرٍ الأولى .
تلك الغزوات التي لم يحدث فيها كيدٌ للرسول ، والتي سبقت غزوة بدرٍ الثانية ، الغزوة الأولى التي قاتل فيها المسلمين ، والنصر الذي تحقق في تلك الغزوة على أيدي الفئة القليلة كانت حجر الأساس الذي وضع في مسيرة الدعوة وبناء وامتداد الدولة الإسلامية في اسقاع الأرض ، لترسم خارطةً شاسعة لدولةٍ عظيمة ، إبتدأت بعددٍ قليلٍ من الأفراد ، وببعض الصبر ، وبقوة الحق امتدت لتنتصر ، و تطيح بالعديد من الإمبراطوريات والحضارات ، لتبدأ حضارةً جديدة من قلب صحراء الجزيرة ، وتتسع لتشمل لتقطع البحار والمحيطات ، وتضع يدها على قارات ما وراء تلك البحار .