أدرك سيّدنا أبو بكر الصّديق رضي الله عنه وجوب دفع الزّكاة و فرضيّتها ، فقرّر مقاتلة القبائل التي امتنعت عن دفع الزّكاة و سمّيت تلك القبائل بالمرتدّين ، حيث لم يرتدّوا عن الإسلام و لكن ارتدوا بتركهم ركناً أساسيّاً فيه و هو الزّكاة ، و قد أصرّ سيّدنا أبو بكر الصّديق على قتالهم معبّراً عن ذلك بقوله ، و الله لو منعوني عقال بعيرٍ كانوا يؤدّونها إلى رسول الله لقاتلتهم عليها ، فسيّر الجيوش لمقاتلة القبائل فنشبت حروبٌ كثيرةٌ كانت فيها الغلبة لجيش دولة الإسلام ، و كان من بين تلك الحروب معركةٌ كبيرةٌ عرفت بمعركة اليمامة حيث ادّعى رجلٌ اسمه مسيلمة الكذّاب النّبوة ، و زيّن لقبيلته بنو حنيفة الضّلال عن منهج الله ، فناصره عددٌ كبيرٌ من قبيلته و آمنوا فيه ، و قد أخذتهم الحميّة و القبليّة في ذلك حتى عبّر أحدهم عن ذلك بقوله ، كذاب ربيعة خير من صادق مضر ، و قد بعث أبو بكر الصّديق لهم الجيوش المتتالية بقيادة خيرة الصّحابة ، و كان النّجاح في تحقيق غلبة المسلمين و انتصارهم بعد توفيق الله و نصره حين تولى خالد بن الوليد رضي الله عنه قيادة جيش المسلمين حيث حاصر جيش المرتدين فألجأهم إلى حديقةٍ محصّنة عندهم سمّيت بحديقة الرّحمن ، و انتهت المعركة باقتحام الحديقة و قتل المدّعي الكذّاب مسيلمة .