غزوة أحد هي من أشهر المعارك التي وقعت في التاريخ الإسلامي، وتحديداً في الخقبة المحمدية الأولى، مباشرة بعد تأسيس الدولة الإسلامية وبعد أن خاض المسلمون بقيادة رسول الله محمد – صلى الله عليه وسلم – غزوة بدر وانتصر فيها هو وجيش المسلمين. وقعت أحداث غزوة أحد في السبت 7 شوال، من العام 3 للهجرة، الموافق في التقويم الميلادي لـ 23 مارس، من العام 625 من الميلاد.
حدثت هذه المعركة بين كل من المسلمين من جهة وبين الكفار من قريش من جهة أخرى، حيث كان المسلمون بقيادة الرسول الأعظم محمد – صلى الله عليه وسلم -. أما قيادة كفار قريش من مكة بيد أبي سفيان بن حرب، وكان فرسان قريش بقيادة خالد بن الوليد قبل أن يمن الله تعالى عليه بالإسلام، بمعاونة صديقة عكرمة بن أبي جهل.
كان كفار قريش يريدون الثأر مما أصابهم في غزوة بدر في العام الثاني للهجرة، أي قبل هذه المعركة بعام واحد، فجهزوا الجيش ودخل معهم الأحابيش وثقيف وكنانة، حيث كانت القوة العددية لأهل مكة تفوق قوة المسملين، فقد كانوا 3000 مقاتل مكونين من قريش ومن تحالف معهم، أما جيش المسلمين فقد كان مكوناً من 700 مقاتل تقريباً.
أحداث هذه المعركة يعرفها القاصي والداني، فقد كانت الغلبة والنصر للمسلمين في بداية المعركة، وكان الرسول قد وضع على جبل الرماة عدداً من أمهر رماة الأسهم من الجيش الإسلامي، وأمرهم أن لا يتركوا موقعهم حتى يخبرهم بنفسه، وكان الهدف العسكري من هذا الأمر هو أن يمنع الرسول الأعظم التفاف أي أحد من خلف المسلمين ومباغتتهم بحيث يصبح جيش المسلمين بين فكين؛ من الأمام ومن الخلف.
لما رأى الرماة النصر للمسلمين في بداية المعركة، تركوا منازلهم التي أنزلهم إياها رسول الله، ظناً منهم أن المعركة قد انتهت، إلا أن هذه المعركة لم تكن قد انتهت كما ظنوا، فقد انتظر خالد بن الوليد بالفرسان من بعيد، ولما رأى رماة الجبل قد نزلوا عنه، انتهز الفرصة والتف من خلفهم وقتلهم، فتحول نصر المسلمين المحقق إلى هزيمة مأساوية بكل معانية الكلمة، فقد هزم المسلمون هزيمة قاسية في هذه المعركة بسبب عدم اتباع أوامر القائد والمعلم. واشتهد منهم 70 شهيداً، وهو عدد كبير نسبة إلى الجيش آنذاك، وكان من بين الشهداء عم الرسول حمزة بن عبد المطلب، الذي حزن عليه رسول الله – صلى الله عليه وسلم – حزناً شديداً وكبيراً جداً.